إدلب وما بعدها .. أين يغرس أردوغان كرسي السلطان على خرائط التحالفات !!

على مفارق سياسية يرمي رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان تصريحاته حول ادلب ويقسم المجتمع الدولي الى موال للعثماني أو معارض له ويتفرد بالمشهد وكأن بابه «العالي « هو المخرج الوحيد من الأزمة في سورية ..

متناسياً أنه كان مدخلها اساساً يوم مرر الإرهاب وكان ترانزيت نقله من القارة الأوروبية و من معظم أنحاء الأرض الى سورية ..‏

وهنا تتطاير التساؤلات من فوق اتفاق أدلب , بأنه أين هي احداثيات أردوغان السياسية من تحت الطاولة السياسية مع روسيا حول سورية ..وهل يخرج فعلا التركي عن الطاعة الغربية خاصة أنه معلق من يديه العسكريتين بحلف الناتو ..‏

الجواب على هذه التطورات يتطلب نظرة واسعة وعميقة الى سير أردوغان وسيرته السياسية على الأقل منذ بداية انقلاب الموازين في سورية لصالح الدولة السورية والجيش العربي السوري أي علينا النظر إلى مابعد تحرير حلب والغوطة واجتياح الجيش التركي لبلدة عفرين واحتلالها، فمن الواضح أن معركة إدلب بكل ما تحمله من تغييرات وتعقيدات ستحدد مصير السياسة العالمية ومصير المنطقة وتحديدا سترسم سياسة جديدة لتركيا قد لاتبتعد كثيرا عن سياستها الحالية لكنها ستكون مقوضة ومحددة أي ان زمن اللعب التركي على جميع الأطراف ولى بلا رجعة وهنا الحديث عن سياسة أنقرة ودرورها التاريخي في المنطقة .‏

أما الرئيس أردوغان فقد يكون منفصلا بعض الشيء في سياسته عن الدور الطبيعي لانقرة وان كان يقوده , واذا أردنا أن نتفهم توجهاته الحالية فعلينا مراجعة تصرفاته وتصريحاته التي عبرت خلال الأزمة في سورية لنجد أن الرئيس التركي كان يبحث عن نفسه ومنفعته خلال الأزمة أكثر مما كان يلعب داخل المساحة التركية المحددة للتأمر على سورية والدليل هو قدرته على توسيع صلاحيته الرئاسية وما فعله من تقليم للأظافر المعارضة له . ويبدو أن واشنطن وأوروبا كاملة قد استدركتا هذا الوضع لاحقا لذلك لم يعد شراء الدور الأردوغاني مغريا بالنسبة للغرب ..خاصة أن شخصية أردوغان تتنافى مع مايحاول الغرب اظهاره وقد باتت علاقته مكشوفة بالنصرة والارهابيين في سورية لدرجة أن رجب طيب أردوغان وفي في مقاله الصادر في صحيفة «وول ستريت جورنال» تحت عنوان «على العالم إيقاف دمشق «، يحاول أن يسلط الضوء العالمي على ادلب من وجهته، إذ يجادل بأن «جبهة النصرة» («هيئة تحرير الشام») هي «جزءٌ من سكان إدلب» وأن طريقة تركيا الوحيدة في التعامل مع جهود مكافحة الإرهاب التي تتطلبها هذه الجيوب يمكن أن تمنع سفك الدماء غير الضروري.‏

في حين أن الدول متخوفة من هؤلاء الارهابيين الذين تقدر اعدادهم بالآلاف والذين ينتمون في ولائهم لتنظيم القاعدة الارهابي ولا يملك المجتمع الدولي معلومات كبيرة وكثيرة عن نطاق عملياتهم أو مدى اندماجهم العام في سكان تلك المنطقة .‏

لكن أردوغان ينتقي الارهاب ويسيس ه على مزاجه ويدعي أنه حريص على الشعب السوري بيد أن التاريخ الدموي للأتراك بشكل عام ولأردوغان بشكل خاص داخل سورية لايعكس نية صافية تجاه الوضع في ادلب وان حلف أردوغان ايماناً أمام روسيا ..‏

الحديث عن توجهات أردوغان وسياساته القادمة بعد ادلب يتطلب الأخذ في الحسبان بمصالح الدولة التركية الشخصية في موقفها من إدلب والتمعن بما يصدر عنها من تصريحات حاليه ، خاصة أن أردوغان عمد إلى استغلال الصورة الإنسانية للاجئين في بلاده في أغراض سياسية، في الوقت الذي لم تُظهر فيه تصرفاته حرصًا على السوريين وقد تكون عفرين المثال الأبرز عن التناقض بين خطاب أردوغان «الإنساني «وأفعال جيشه الذي اخذ الأوامر منه للعدوان على سورية .‏

وهذا الكلام لاتقوله الدولة سورية وحدها بل هناك العديد من المنظمات الإنسانية الدولية التي عرضت في تقارير لها انتهاكات الجيش التركي يحق المدنيينو اعمال النهب هناك . وقد صدر التقرير الأحدث عن الأمم المتحدة في 13/9/2018 تحت عنوان «تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن الجمهورية العربية السورية» وهو يوثّق استهداف الجيش التركي للمدنيين الأبرياء في عفرين الذين ادعت تركيا أنها تحارب الارهاب فيها . لكن الوقائع تشير أن رجب طيب أردوغان يحارب من أجل مصالحه ومصالحه فقط‏

لذلك وفي الوقت الراهن لا نستبعد تصادما ناعما بين تركيا وروسيا فوق اتفاق ادلب قد لا يكون معلنا بقدر ما هو واضح خاصة أن اردوغان يريد ترسيم مصالحه هناك وتأمين حدوده الجنوبية وهنا قد تكون الايجابية الوحيدة أن شبح التقسيم الذي طالما لوح فيه أردوغان بدأ يخيفه فانزوى الى حدوده . لكن على سورية وروسيا الحذرمن مايدور في خوالج السلطان العثماني الذي بات من الواضح جدا أنه لن يخرج عن الطاعة الأطلسية ولو بعد حين وان كل تصريحاته الحالية هي مجرد تكتيكات لأخذ تموضع سياسي آني آما الاستراتيجي فهو على الطريقة الغربية ولكن ليس كما قبل الأزمة السورية وخلالها فحلقة اللعب تضيقت الى حد خنق أردوغان أو زواله والله أعلم .‏
عزة شتيوي – الثورة
التاريخ: الجمعة 12-10-2018
رقم العدد : 16809

آخر الأخبار
تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” مرسوم بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعد شاغر في دائرة دمشق الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم السوداني يعلن النتائج الأولية للتعداد العام للسكان في العراق المتحدث باسم الجنائية الدولية: ضرورة تعاون الدول الأعضاء بشأن اعتقال نتنياهو وغالانت 16 قتيلاً جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية في سومطرة الأندونيسية الدفاعات الجوية الروسية تسقط 23 مسيرة أوكرانية