بردى يحتضر!!

يبدو أننا في دمشق اصبحنا مضطرين لوضع كمامة على أنوفنا لنرد عنا الروائح الكريهة التي تعبق في أرجاء المدينة بدءاً من المالكي للروضة إلى الجسر الأبيض والبرامكة والمزة وركن الدين وكفر سوسة والربوة و دمر وما يتلوها من مناطق باتجاه منبع النهر.

فالمشروع الذي أعلنت عنه وزارة الإدارة المحلية والبيئة لصيانة وتأهيل النهر لا يزال يراوح في مكانه، فمنذ أكثر من عام تقريباً تم الإعلان عن رصد مبلغ كبير يصل إلى 14 مليار ليرة وباستثناء عمليات تنظيف روتينية وتعزيل لمجرى النهر في عدد من المناطق التي يمر بها لم نلحظ حتى اليوم عملية جدية للوفاء بالوعود التي أطلقتها الجهات المعنية في إنشاء محطات المعالجة وتحويل مجاري الصرف الصحي عن مجرى النهر ومنع رمي النفايات والقمامة من قبل المطاعم والمقاهي في منطقة الربوة بل إن واقع النهر اليوم أسوأ من إي وقت مضى.‏

فالروائح الكريهة ما زالت متسيدة وطاغية على طول مجراه وفروعه، والأسوأ أن المياه الجارية فيه يغلب عليها أن تكون مياه صرف صحي من شدة سوادها وكثافتها، لدرجة تبدو معها وكأنها ثابتة غير متحركة كمستنقعات للمياه الآسنة، وأسوأ الأسوأ هو واقع تجمع القاذورات والقمامة في مفارق المجرى، عند كل حاجز شبك حديدي تحت جسر ما على طول المجرى والفروع، وما تخلفه تلك القاذورات بذاتها من روائح وما تستقطبه من حشرات وقوارض.‏

والنتيجة، أن معاناة المواطنين ما زالت على حالها، وخاصة للقاطنين بالقرب من مجرى النهر وفروعه، فلا هم تخلصوا من الروائح الكريهة، ولا تخلصوا من آثار ونتائج القذارة بالنهر على مستوى البعوض والحشرات والقوارض، كما لم ينتهوا من التلوث البصري للمجرى بقذارته ولون مائه، ولعلهم أكثر من يتساءلون عن المليارات التي رصدت وصرفت من أجل التخفيف عنهم، ومن أجل عودة المجرى لبعض نقائه.‏

ومن يلق باللوم على الحرب فليس صحيحاً أنها كانت سبباً فيما حدث لبردى داخل دمشق وفي محيطها، بل السبب يعود إلى الضعف الإداري الواضح بتحول مديري المكاتب إلى متابعي المخالفات لتسويتها ونسيان المشاريع الحيوية الأساسية لرفع هذه الكارثة عن العاصمة.‏

الموضوع تناولناه مراراً وتكراراً دونما رد يشفي صدور من يؤلمهم هذا الواقع المزري للنهر الذي طالما اعتبر رمزاً ارتبط بأقدم عاصمة مأهولة في التاريخ وكان يشكل مصدر إلهام للشعراء في صوغ قصائد الغزل والحب الأبدي بين دمشق وبردى.‏
حديث الناس
التاريخ: الجمعة 12-10-2018
رقم العدد : 16809

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية