الحلقة المفقودة2

مشهد التلاميذ والطلاب وهم خارجون من مدارسهم، حيث السب والشتم والألفاظ النابية والشجارات العنيفة تجتاح سلوكهم وثقافتهم وتتجسد واقعاً مؤلماً في شخصيتهم وتصرفاتهم، يؤكد أنه لايزال هناك حلقة مفقودة في العملية التعليمية والتربوية برمتها، إن لم نقل أن هناك حلقات وحلقات مفقودة.

قد يتنطع البعض من أصحاب العلاقة والاختصاص في المجال التعليمي والتربوي ليقول متذرعاً ومبرراً أن هذه الظاهرة المتفاقمة والمتدحرجة ككرة الثلج، مصدرها المنزل والأسرة وتربية الاهل والوالدين، وهذا صحيح من حيث الجوهر والمبدأ لكن السؤال الذي يدفع بنفسه في هذا الإطار هو ما دور المدرسة والمعلم بشكل عام في تقويم وتصحيح سلوك التلميذ والطالب، خاصة إذا كان في مرحلة التعليم الأساسي؟ أي في الصفوف الدراسية الأولى، حيث يمكن تصويب وتعديل وتشذيب سلوك وشخصية الطفل نحو الأفضل والأحسن بما يحاكي قيمنا وأخلاقنا وعاداتنا الحسنة، بل إنه يمكن إعادة تشكيله كما العجين وهذا يعتمد ويرتكز على أمرين اثنين هما من الأهمية بمكان.‏

الأول يتجلى بقدرة ومهارة المعلم على التأثير في تلاميذه وترك بصمة في سلوكهم وشخصيتهم لجهة حسن أخلاقه وتربيته وابتعاده عن كل أساليب وأدوات التعليم السلبية التي تترك انطباعاً سيء العواقب عند التلاميذ كالشتم والسب والقسوة والعنف والضرب والصوت العالي، فكثير من الأطفال يعزون الكثير من تصرفاتهم وسلوكهم داخل المنزل الى معلمهم ومعلمتهم التي يحاولون تقليدها لتأثرهم وتفاعلهم معها سواء بالوجه الإيجابي أو السلبي.‏

أما الأمر الثاني فيتجلى في ماهية المعلومة والمادة العلمية التي يتلقاها التلميذ لجهة محاكاتها ومخاطبتها لثقافة المجتمع بقيمه وأخلاقه، ونعتقد أن هذا الامر قد خطا خطوات جيدة نحو الامام في ظل تطوير المناهج التربوية.‏

نترك الإجابة لأصحاب الاختصاص والمسؤولية في الحقل التعليمي والتربوي، لما لهذا الامر من أهمية كبيرة في بناء شخصية وثقافة أبنائنا الذين ستناط بهم في المستقبل مهمة بناء وتطوير وتنمية الوطن والدفاع عنه، وهذا يتطلب الإسراع في وضع ذلك الامر على طاولة البحث والتحليل والدراسة المكثفة، لوضع اليد على النزيف الأخلاقي والتربوي الذي يصيب أولادنا، وبالتالي إيجاد الحلقة المفقودة، قبل أن نفقد ونخسر جيلاً بأكمله.. وحتى لا نخسر وطناً قدمنا له أرواحنا لنحميه ونحفظه وندرأ عنه الخطر.‏

فردوس دياب

آخر الأخبار
خالد أبو دي لـ"الثورة": مزيد من التحسن على الكهرباء في المرحلة المقبلة "المركزي": العملات الرقمية لا تمثل عملة قانونية معتمدة لبنان: متمسكون ببقاء "اليونيفيل" حتى تنفيذ القرار 1701 د. يحيى السيد عمر لـ"الثورة": العلاقات السورية- السعودية الاقتصادية رافعة للتعافي العقاد لـ"الثورة": 146 براد فواكه وخضار في 7 أيام إلى دول الخليج فتح باب النقل للعاملين من مديرية تربية لأخرى  تكاتف الأهالي والحكومة.. الخدمات العامة تستعيد أنفاسها بعد التحرير فرص استثمارية واعدة على الكورنيش الجنوبي باللاذقية الهيئة الوطنية للمفقودين ":  300 ألف سوري فقدوا  خلال حكم النظام المخلوع أوكرانيا على خط الهاتف.. مكالمة تكشف صراع الإرادات بين واشنطن وأوروبا وكالة "قنا": قطر شريك إنساني وتنموي رائد في دعم سوريا نحو التعافي والإعمار رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني