غربــــان واشــــنطن تحــــوم شرقــــاً وتنـــذر بالطمــــع الأميركـــي جردة الحساب تنحي أردوغان عن الحل وترسم إستراتيجية الحسم

مع انتهاء مهلة تسليم الارهابيين أسلحتهم الثقيلة في «المنطقة المتفق عليها وفقاً لاتفاق «سوتشي إدلب» المرحلي تضيق مساحة المناورة التركية ويحشر اردوغان مجددا في زاوية ما تعهد به وعليه ان يقدم جردة حساب تفصيلية لا مجال فيها للمراوغة وإن احتال راكباً موجة الاستعصاء، فالطريق مفتوح امام الجيش العربي السوري للحسم العسكري وانجاز ما ادعى اردوغان انه عجز عن تحقيقه بعد أن حاول مراراً دس سموم المخاتلة الخبيثة في مقادير الاتفاق المؤطر زمنياً.
اما في الشرق السوري فمازالت غربان واشنطن تحوم في الاجواء، وأنياب الطمع الاستعماري الامريكي تغرز عميقاً في جسد شرق الفرات، وحماقة الرهان الامريكي على تحويله لمنطقة نفوذ احتلالي تعشش في ذهنية ترامب التاجر المقامر المتخم بالعنجهية الامبريالية والمارق على قرارات الشرعية الدولية في عدوانه السافر على الدول ذات السيادة.
عقب انقضاء المدة المحددة لأردوغان فيما يخص ملف ادلب اتضح للقاصي والداني أن الفشل هو العنوان الأبرز لتعهداته التي أطلقها للجانب الروسي بحيث تتجه الامور قريباً نحو الحسم العسكري الذي سيكتب بسواعد الجيش العربي السوري قريباً لطي صفحة الارهاب في ادلب، لتتكشف في شرق الفرات المزيد من المساعي الاميركية الاستعمارية مجدداً التي فندها الجانب الروسي بالقول إن واشنطن تسعى لإنشاء أجهزة سلطة موازية بديلاً من المؤسسات السورية الشرعية في تلك المناطق، لتستمر بوصلة انتصارات الجيش العربي السوري على مختلف الجبهات.
هذه المعطيات جاءت وسط اشارات واضحة تؤكد عجز اردوغان عن تنفيذ تعهداته مع انقضاء المهلة المحددة له، ففي أول خرق واضح للاتفاق الروسي التركي لنزع السلاح الثقيل للفصائل الارهابية المسلحة، وجهت تلك الفصائل الارهابية عدداً من قذائف الهاون على منطقتين في ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي وذكرت مواقع محسوبة على التنظيمات الإرهابية أن قصفا بقذائف الهاون الثقيلة سجل ليلة السبت الأحد من المنطقة العازلة على مناطق تمركز الجيش العربي السوري في منطقتي ريف حلب الغربي وريف حماة الشمالي.
من جهته دعا المتزعم في «هيئة تحرير الشام» الارهابي أبو مالك التلي، إلى رفض الامتثال الى تنفيذ اتفاق سوتشي وإلى فتح الجبهات ضد الجيش العربي السوري في إدلب، وعارض الارهابي التلي عملية سحب السلاح الثقيل من المنطقة المنطقة المتفق عليها بموجب الاتفاق الموقع بين روسيا وتركيا.
وعلى الرغم من مزاعم أنقرة نجاحها في سحب الأسلحة الثقيلة، فإن مسألة فصل الإرهابيين عما تسمى المعارضة المعتدلة ماتزال عالقة، وحتى مع الأخذ في الاعتبار التأخير حتى نهاية العام، الذي افترضه الاتفاق، والذي تم منحه لأنقرة من أجل الوفاء التام بجميع الشروط، فإن روسيا وسورية ليستا على استعداد للتحمل طويلاً. فإذا لم تشعر موسكو بإحراز تقدم ، فإن الجيش العربي السوري وحلفاءه سيقومون بتحرير أكبر جيب ارهابي متبق في الأراضي السورية. وكانت قد أكدت روسيا إن اتفاق إدلب هو مؤقت بالفعل وستنتهي القصة بعد عودة سلطة الدولة السورية على ادلب، ويُغادر أراضيها كل من لم تتمَّ دعوته، وهذا واضح للجميع.
وبعد يوم من اعتداء تحالف واشنطن على بلدة هجين في ريف دير الزور بقنابل الفوسفور الأبيض، أعلنت واشنطن أن تحالفها المزعوم لن يناقش علناً ​​استخدام أنواع محددة من الأسلحة والذخيرة في العمليات الجارية في سورية، حيث رفض التحالف الدولي بقيادة واشنطن الكشف عن طبيعة الذخائر التي يستخدمها في عدوانه على سورية.
وادعى متحدث باسم البنتاغون، بأن هذه الذخائر تخضع للمعايير الدولية، وقال المصدر: «ومع ذلك فإن أي سلاح متاح للولايات المتحدة يتم تقييمه من وجهة نظر قانونية.. لمدى امتثاله لقواعد الحرب».
وفيما يخص مناطق شرق نهر الفرات الخاضعة تحت سيطرة ميليشيات أمريكا أوضحت روسيا أن واشنطن نشطت خطواتها لإنشاء أجهزة سلطة موازية بديلاً عن أجهزة السلطة السورية الشرعية في تلك المناطق، وتعمل على إعادة وإسكان اللاجئين هناك، لافتة إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا ودولاً غربية أخرى تعارض في الوقت ذاته، تهيئة ظروف مواتية لعودة اللاجئين إلى الأراضي التي تسيطر عليها الدولة السورية ، وتربط أي تحرك في هذا الاتجاه ببدء عملية سياسية، ورأت روسيا أن ذلك يكشف تناقضاً واضحاً في المواقف والتصرفات الغربية.
وعن الآثار الكارثية التي أصابت اسرائيل عقب استلام الدولة السورية منظومة «اس 300» رأى خبراء عسكريون أن تسلم الجيش العربي السوري نظام اس 300 الدفاعي يعد أمراً مهماً وسيكون له بالغ الاثر على تمكين القدرات الجوية السورية في التصدي للتهديدات والاعتداءات العسكرية الأجنبية، ولا سيما من قبل العدوالإسرائيلي.
وحسب محللين صهاينة فإن تجهيز الدولة السورية بهذا النظام سيشكل تحدياً لحرية «إسرائيل» في القيام بأي مغامرة جديدة في المجال الجوي السوري، ما سيخلق نوعاً من التوازن الدفاعي، فاليوم وبوجود «اس 300 « الأمر مختلف وأصبحت سورية قوية قادرة على حماية برها وجوها وبحرها بالاعتماد على نفسها.
ورأى مراقبون أنه عقب استلام سورية منظومة «اس 300» خاب ظن نتانياهو، وسقطت كل الرهانات الصهيونية على قلب معادلات المواجهة في ميادين المعارك، ففرضت سورية معادلات التصدي والردع الحازم.
وحسب محللين صهاينة سورية انتصرت وتمكنت من تحرير أغلبية أراضيها من الارهاب، بينما نتنياهو فشل وسقط في مستنقع هزائمه في سورية بعد فشل كل مخططاته لاستهداف سورية واستنزاف جيشها.
من جهة أخرى أعلن المتحدث باسم «قوات سورية الديمقراطية – قسد» المدعو شفان الخابوري أمس عن قيام جماعة إرهابية تنتمي لتنظيم «داعش» باختطاف 130 عائلة رهائن أغلبيتهم من النساء خلال هجوم نفذته على مخيم «البحرة» للاجئين في دير الزور على الضفة الشرقية من نهر الفرات.

الثورة – رصد وتحليل

 

التاريخ: الأثنين 15-10-2018
رقم العدد : 16811

 

 

 

آخر الأخبار
خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية  الشرع يترأس الاجتماع الأول للحكومة.. جولة أفق للأولويات والخطط المستقبلية تشليك: الرئيس الشرع سيزور تركيا في الـ11 الجاري ويشارك في منتدى أنطاليا بعد قرارات ترامب.. الجنيه المصري يتراجع إلى أدنى مستوياته الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا أهالٍ من حيي الأشرفيّة والشّيخ مقصود: الاتفاق منطلق لبناء الإنسان تحت راية الوطن نقل دمشق تستأنف عملها.. تحسينات في الإجراءات والتقنيات وتبسيط الإجراءات وتخفيض الرسوم نظراً للإقبال.. "أسواق الخير" باللاذقية تستمر بعروضها "التوعية وتمكين الذات" خطوة نحو حياة أفضل للسّيدات تساؤلات بالجملة حول فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الخوذ البيضاء: 453 منطقة ملوثة بمخلّفات خطرة في سوريا تراكم القمامة في حي الوحدة بجرمانا يثير المخاوف من الأمراض والأوبئة رئيس وزراء ماليزيا يهنِّئ الرئيس الشرع بتشكيل الحكومة ويؤكِّد حرص بلاده على توطيد العلاقات مصير الاعتداءات على سوريا.. هل يحسمها لقاء ترامب نتنياهو غداً إعلام أميركي: إسرائيل تتوغل وتسرق أراض... Middle East Eye: أنقرة لا تريد صراعا مع إسرائيل في سوريا "كهرباء طرطوس".. متابعة الصيانة وإصلاح الشبكة واستقرارها إصلاح عطل محطة عين التنور لمياه الشرب بحمص علاوي لـ"الثورة": العقوبات الأميركية تعرقل المساعدات الأوروبية السّورية لحقوق الإنسان": الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا انتهاك للقانون الدّولي الإنساني