على الرغم من الخسائر «كما تدعي» التي مُنيت بها البنوك السورية الخاصة، وعلى الرغم من الحديث عن تجاوزها حالياً، فإننا لم يسبق لنا أن سمعنا أي تصريحٍ ولا بيانٍ بهذا الصدد من أي شخصية من الشخصيات البنكية، لتوضيح ما جرى، وما هي الأسباب..؟ وهذا مأخذٌ أدبي – قبل أن يكون فنياً وتقنياً – نسجله على بنوكنا الخاصة التي نرى ضرورة طرح نتائج أعمالها بشكلٍ واضح على الملأ، والنقاش حولها وتوضيحها، وعدم الاكتفاء بتلك الإفصاحات المُعقدّة التي تقدمها لهيئة الأوراق والأسواق المالية.
فالبنوك السورية الخاصة تعرّضت خلال السنوات الثلاث الماضية لأرباحٍ مفرطة في نهاية عام 2016 وصلت إلى 100,8 مليار ليرة سورية، دون أن يدري بها أحد، وبقيت بعيدة عن التداول، ولا ندري ما الحكمة من مثل هذا التكتّم لنبأ قد يبعث على التفاؤل في وقتٍ كانت تُحيط بنا أسباب القلق والإحباط..؟!
على كل حال الشيء المفاجئ هو أنه بدلاً من الحفاظ على هذه الأرباح والعمل على تنميتها بشكلٍ طبيعي، انهارت الأرباح في نهاية عام 2017 فقد راحت الخسائر تلاحق البنوك، حيث سجلت تسعة بنوك خسائر فادحة من بين الأحد عشر بنكاً سورياً خاصاً، ولم يستطع تحقيق أرباح سوى مصرفين اثنين، وكانت نتيجة أعمال هذه البنوك وكحصيلة نهائية خسارة أكثر من 32 مليار ليرة سورية عند نهاية العام الماضي، لتبدأ مع بداية هذا العام تعافيها، حيث حققت ثمانية بنوك أرباحاً أولية عند منتصف العام، في حين بقيت ثلاثة منها ترزح تحت وطأة الخسائر، وكان مُجمل صافي الأرباح عند نهاية الشهر السادس من العام الجاري 2,5 مليار ليرة سورية.
وبغض النظر عن أسباب هذا التقلّب الحاد في الأرباح والخسائر، والذي بالتأكيد تُشكّل حالات تقلّب أسعار الصرف نسبة كبيرة من تلك الأسباب، فإنّ البنوك الخاصة والعامة أيضاً تفتقر إلى منصّة لبثّ المعلومات بشكلٍ واضحٍ ومُبسّط، وإيضاح النتائج كما هي للجمهور، وذلك منعاً لسوء الفهم والتقييم الخاطئ، ونحن نرى أنه كان من المفيد أن يعرف الناس بتلك الخسائر الفادحة التي مُني بها القطاع المصرفي الخاص في عام 2017، ولا سيما أن هذا القطاع أثبت أنه يمتلك الكثير من القدرة والصلابة التي استطاع من خلالها الاستمرار في العمل وعدم التوقف.. ولكن كيف..؟ هذا ما لا نعلمه.
نأمل أن نجد يوماً – وقريباً – منصة يتبيّن من خلالها نتائج أعمال البنوك الخاصة والعامة والإسلامية أيضاً، سواء كان من خلال مصرف سورية المركزي الذي بطبيعة الحال يقف على كل البيانات، أم من خلال طريق آخر.

السابق