بعد إدلب.. شرق الفرات

من يزرع الوهم يحصد الخيبة.. ومن يتبع الوهم الأمريكي لا بد خائب، فقد اثبتت التجارب الكبرى منها والصغرى على مر التاريخ الذي نعرفه جميعاً أن الولايات المتحدة أسرع المتخلين عن حلفائها إن لم نقل أدواتها والدليل على ذلك سلسلة لا تنتهي.
المصيبة الكبرى أن هناك في منطقتنا وبلدنا من لا يزال يشتري الوهم الأمريكي ويبني عليه سياسات مستقبلية، وهو يعلم علم اليقين أن حدود هذا الوهم قصيرة جداً، وهي ليست أبعد من أن يطرف المرء نظره عند حدود قدميه. والمصيبة الأكبر أن المتعلقين بالوهم الأمريكي يتحكمون بمصير جماعات تدفع الثمن في الأغلب.
الحديث عن الوهم الأمريكي الذي يباع في سورية حالياً يقودنا إلى منطقة شرق الفرات التي تركز فيها الولايات المتحدة على دعم ميليشيات تتوافق مصالحها الآنية مع مطامع الولايات المتحدة وخططها لتفكيك الدولة السورية.. ومن يتابع الأخبار المتواردة من تلك المنطقة يدرك حجم السلاح الذي أدخلته القوات الأمريكية إليها عبر الحدود العراقية من اقليم كردستان شمال العراق.
نستطيع أن نجزم أن قوافل العتاد ليست موجهة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي كما تدعي واشنطن، وأن هذا السلاح جزء من الوهم الذي تزرعه الولايات المتحدة في نفوس وعقول أدواتها هناك لتشجيعهم واثارتهم ضد الدولة السورية.
لكن السؤال نضعه برسم السوريين في شرق الفرات.. ماذا تستطيع الولايات المتحدة أن تقدم لكم سوى السلاح؟ وماذا يمكن أن تضمن لكم لمستقبل آمن تعيشون فيه بأمن وأمان؟ الجواب لن يكون إلا من نموذج فيتنام واقليم كردستان وافغانستان وشاه ايران وبعض حلفاء واشنطن الذين تخلت عنهم برمشة عين.. هكذا هي الولايات المتحدة لا تقيم وزناً سوى لمصالحها.. مصلحتها اليوم في الاستثمار فيكم وغداً أو بعد غد يكون الاستثمار عليكم.. انظروا كيف تتعامل مع من يعتقدون أنفسهم أهم حلفائها في المنطقة.. السعودية وقطر.. «ادفعوا ثمن حمايتنا لكم».!!
ببساطة شديدة.. لن تستطيع واشنطن أن تفعل الكثير إذا ما تحرك الجيش العربي السوري شرقاً، وقد أكدت القيادة في سورية أن الوجهة بعد إدلب هي شرق الفرات.. ولو كان باستطاعة الولايات المتحدة حماية أدواتها لما خسرتها بكل بساطة في حلب وحمص وجنوب سورية..!!
هو الوهم الذي تحاول واشنطن بيعه في منطقتنا، وحري بنا أن نتعلم أن من يشترِ الوهم يحصدِ الخيبات. لذلك على السوريين في منطقة شرق الفرات حسم أمرهم تجاه وطنهم وإخوانهم وأن يعيشوا الواقع بعيداً عن الوهم والتوهم.. سورية للسوريين من الجولان إلى المالكية.. ومن حوران إلى عين العرب واعزاز.. والتنف.

 

عبد الرحيم أحمد

التاريخ: الأربعاء 17-10-2018
رقم العدد : 16813

آخر الأخبار
الأمن السوري يلقي القبض على طيار متهم بجرائم حرب الوزير أبو قصرة يستقبل وفداً عسكرياً روسياً في إطار تنسيق دفاعي مشترك العراق يعلن تعزيز الحدود مع سوريا وإقامة "جدار كونكريتي" أستراليا تبدأ أولى خطواتها في "تعليق" العقوبات على سوريا بين إدارة الموارد المائية والري "الذكي".. ماذا عن "حصاد المياه" وتغيير المحاصيل؟ شراكة صناعية - نرويجية لتأهيل الشباب ودعم فرص العمل تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟