النتائج المحسومة

أكثر ما يزعج أقطاب العدوان على سورية، عودة الحياة الطبيعية لمعظم المناطق التي يتم كنس الإرهاب من مناطقها وحواريها، ولذلك تراهم يفرحون كلما تعسّر اتفاق، أو تعثر مسعى لتخليص البلاد مما تبقى من درن الوهابية التكفيرية وملحقاتها من «نصرة» وغيرها، حيث يعكس ذلك رغبة العصابات التكفيرية التي لم تمتثل حتى الآن لشروط اتفاق سوتشي.

الانتظار لن يدوم كثيراً حتى يتكشف تضارب الأنباء عن قيام إرهابيي النصرة وسواهم بتسليم السلاح الثقيل، وخروجهم من المنطقة التي تم الحديث عن إخلائها، لأن ثمة برامج وخطط زمنية متفق عليها يتم متابعتها من الشريك الروسي، وبالتالي كل ما يرشح من أخبار سوف يتم الإعلان عنه قريباً سلباً كان أم إيجاباً، وبالتالي فمصير إدلب لن يبقى مبهماً، حتى لو أصرت عصابات الإرهاب على استئناف المعارك والتمسك بالحل العسكري، فالنتيجة سوف تكون محسومة لمصلحة الجيش العربي السوري الذي طهّر أراضي كثيرة تفوق تلك المنطقة صعوبة، إن كان بالتضاريس أو بولاء وانتماءات أولئك المتطرفين.‏

الارتباك في اختيار الطريق الذي يجب أن يسلكه الإرهابيون، لا يعكس خوفهم من عواقب العملية العسكرية الجاهزة سلفاً وحسب، إنما يثبت تخبط داعميهم، وما يفعلونه في الخفاء عبر تشجيعهم على النكول والتراجع عما يجب فعله دليل على ذلك، وخاصة أن أولئك ما زالوا يعولون على الحرب لتحقيق ما لم يستطيعون تحقيقه خلال السنوات المنصرمة، لجهة تدمير سورية وتقسيمها، غير مدركين أن انهيار أي اتفاق هدفه الحل السلمي سوف ينعكس على الأدوات والداعمين معاً، لأن قواتنا الباسلة على أهبة الاستعداد لتنفيذ العملية العسكرية والانتصار فيها، وما يؤخرها عن ذلك رغبتها بحقن الدماء وحماية الأهالي الذين يتخذهم الإرهابيون دروعاً ومظلات للاحتماء بهم.‏

يوم بعد آخر يؤكد النظام التركي رغبته باستثمار الاتفاقات، ومجريات الأحداث لكسب الوقت والعودة للمربع الأول وإعادة تطبيق أجندته الخاصة بزعزعة الأوضاع، ولاسيما أنه مرة يدفع بقواته إلى منبج، ومرة يتطلع إلى شرق الفرات، ومرة يتحدث عما يسمى ضمان الاستقرار السياسي، متجاهلاً أنه بمجرد رفع يده عن ملف الأزمة في سورية سوف تعود الأمور أفضل مما كانت عليه قبل 2011، أي قبل حشر « الطيب أردوغان» أنفه في الشؤون السورية.‏

حدث وتعليق

حسين صقر

huss.202@hotmail.com ‏

 

التاريخ: الخميس 18-10-2018
رقم العدد : 16814

 

آخر الأخبار
لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة