دائماً الاستراتيجيات الأميركية تهتم بتضمين كل ما يضر بمصالح الشعوب والدول في بنودها، وذلك لأن إدارات البيت الأبيض المتعاقبة على السلطة، والتي هي من ترسم الاستراتيجيات وتنفذها على أرض الواقع، لا تشعر بالطمأنينة والارتياح إلا عندما تشاهد وتسمع آلام ضحاياها الذين تستهدفهم سياساتها الإجرامية.
ولأن واشنطن تحالفت مع الشيطان منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وتبنت المشروع الصهيوني بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، راحت تدافع بشكل مستميت عن الكيان الصهيوني وممارساته الإرهابية والإجرامية في فلسطين المحتلة، وفي جميع الأراضي العربية الواقعة تحت الاحتلال.
وتوازياً مع سياسة التبني للمشروع الصهيوني، عكفت الإدارات الأميركية على استنباط الوسائل والآليات التي تهيئ لها الظروف والفرص كي تنفذ سياساتها الإجرامية في العالم وفي منطقتنا بشكل خاص، وآخر ما ابتكره الفكر الاستراتيجي الأميركي هو تصنيع تنظيمات إرهابية يتم استثمارها لتحقيق سياسات مشبوهة، وتنظيما القاعدة وداعش شاهدان حيان على التورط الأميركي.
وكون السلوك العدواني متجذر في السياسة الخارجية الأميركية تجاه جميع الدول التي شقت طريقها وفق استراتيجيات وطنية تخدم حياة ومستقبل شعوبها، وسورية أنموذجاً، فلا غرابة أن نسمع بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعكف هذه الأيام على صياغة استراتيجية جديدة لإدارة الحرب الإرهابية على سورية.
السوريون يعرفون حق المعرفة أن رأس الحربة في الحرب الإرهابية على وطنهم كل السنوات الماضية هي الولايات المتحدة، وهم لم ينتظروا ممن صدّر إليهم الإرهابيين من كل حدب وصوب، وقدم الحماية والدعم للإرهاب في أكثر من موقع أن يتراجع عن موقفه العدواني بسهولة، ولن يمد أبداً يد العون للدولة السورية في معركتها ضد الإرهاب الداعشي والقاعدي.
نافذة على حدث
راغب العطية
التاريخ: الخميس 18-10-2018
رقم العدد : 16814