بين الآثار الاقتصادية والاجتماعية المتوقعة لعودة معبر نصيب الحدودي لحركته النشطة والكلام الحكومي المتتابع عن قرارات وتوجهات عامة تصب بمجملها في عودة الإنتاج وتحسن الواقع المعيشي للناس والمليار ليرة الإضافية التي منحت لدعم مشاريع المرأة الريفية وغيرها الكثير من المعطيات الإيجابية المقدمة من مختلف الجهات المعنية عن مرحلة تعافي باتت تشق طريقها إلى مواقع العمل.
لا يبدو مؤشر الرضا والترجمة العملية لكل ما تقدم على حياة الناس ووضعهم الاقتصادي والمعيشي بأفضل حالاته لا بل يمكننا القول وبكل جرأة إن حالة الإحباط هي السائدة بين أغلبية الشارع السوري، وبات التجاهل المقصود لكل ما يتخذ من قرارات وإجراءات اقتصادية وخدمية حتى وإن كانت جيدة هو سيد الموقف ونحن هنا لا نستبق الأمور أو نصيبها بالعين كما يقال وإنما نبني استنتاجاتنا من واقع يعيشه جل الشارع السوري أقل ما يقال عنه أنه صعب وبات فوق طاقة احتمال الجميع.
ولا نحتاج للكثير من البحث والتمحيص لمعرفة سر اتساع هوة الثقة بين الأجهزة التنفيذية والمواطن السوري التي شهدت بعضاً من التوازن في فترات سابقة جراء بعض الثمار التي قطفها المواطن من توجه أو قرار صحيح طبق وفق الأصول بهذه الجهة أو تلك ما لبث بعدها الوضع أن عاد للحالة التي تحكم العلاقة بين الطرفين مع استمرار مؤشرات ارتفاع أسعار أغلبية السلع والمواد حتى في عز موسمها وتدني مستوى الخدمات المقدمة في مختلف المحافظات ناهيك عن تراجع القيمة الشرائية بشكل غير مسبوق وصولاً لمرحلة اعتبار المواطنين الراتب الشهري بمثابة معونة اجتماعية، وفوق كل ذلك تلك الصدمات التي يتلقاها المواطن بين الفينة والأخرى عن نية أو توجه لدى وزارة ما برفع أسعار خدماتها وكأن جيب المواطن الفارغ هو البوصلة التي تتوجه إليها الجهات المعنية عند الحاجة لدعم الخزينة في وقت تترك أو تتناسى كل المنافذ المتاحة لدعم خزينة الدولة بمئات الملايين من الليرات السورية الضائعة.
ولأن الموضوعية تستدعي النظر لأي مساحة ممتلئة بالكأس مهما كانت صغيرة فإن الأمل لا يزال معقوداً على بعض أصحاب الأقلام الخضراء كي يكون المواطن الهدف الأول والأخير لأي توجه أو قرار اقتصادي لا مصالح فئات محددة دأبت على استغلال أي إنجاز يحقق مصالحها الضيقة، ولعل التخوف الذي يسود عند المستهلك السوري من موجة ارتفاعات جديدة على الأسعار مردها فتح باب تصدير السلع خاصة الغذائية منها عبر معبر نصيب (هو دون شك بشرة خيرة) خير شاهد عن الحاجة السريعة لنتائج إيجابية منتظرة من هذا الحدث المهم على حياة الموطن.
الكنـــــز
هناء ديب
التاريخ: الخميس 18-10-2018
رقم العدد : 16814