دمشق تحتفي بالطفل أيقونة تبني مجتمعا يزهر فيه البناء لتحتضن مكتبة الأسد معرض كتاب الطفل الأول في سورية كبداية للمساهمة في خلق وبناء جيل قارئ وواع وتحفيز الطفل والناشئة على القراءة, ولنوقد في مخيلة أبناء الجيل صورا تعظم الحياة وتهب النفوس أناشيد الاستمرار حلماً وفعلاً وانعتاقاً, ليصبحوا ملحمة للبقاء والوجود.
من يصنع ثقافة الطفل في القرن الحادي والعشرين.. وهل ينبت شيء في أرض الجياع..؟ – «وفي العراق جوع.. مامرّ عام والعراق ليس فيه جوع» – عذراً شاعرنا العظيم بدر شاكر السياب لم العراق وحده فيه جوع.. ففي اليمن أربعة عشر مليونا ستموت جوعاً, ومآسي الصومال وفلسطين لم تنته بعد من الجوع, وكذلك الأمر في جنوب أفريقيا, ولا يوجد من يكبح جماح الإجرام والمجرمين بحق الإنسانية والطفولة, هل ينبت شيء في أرض الجياع..؟؟ وحجم الأغذية والأطعمة التي تنتهي في حاويات القمامة تقدر بأكثر من مليار وثلث المليار طن سنويا, وفي المقابل هناك أكثر من ثمانمئة مليون شخص يعانون من الجوع ونقص التغذية في العالم, ثلثهم من الأطفال، فهل نسعى لمحو الأمية أم لمحو الجوع..؟
حروب العالم وغطرسة المجرمين لم تترك الطفولة تغدو لحلمها, فالطفل الجائع رهين لجوعه ولبؤسه، ورغيف الخبز سيظل هو مايشبع الجائع ومايسعى إليه ومايقتل أيضا من أجله إذا مااستمر الفساد والظلم والنفاق، فرائعة الكاتب العالمي فيكتور هوجو «البؤساء» تصلح لكل الأزمان في البؤس والفقر والقهر والظلم والجوع والحرمان, وتنفيذ قانون الانسان الظالم ونسيان قانون الخالق العادل.. ورغيف الخبز الذي دفع ثمنه جان فالجان تسعة عشر عاما في السجن وبقية حياته ملاحقا مظلوما ليطعم ابنة أخته الجائعة، هو ذات وعين رغيف الخبز الذي تلهث وراءه شعوب المنطقة لتمحو جوعها ممن يتلذذون في اكتناز سلعة الحياة غطرسة ووحشية وطمعا بالانسانية والطفولة.. فهل ينبت شيء في أرض الجياع..؟؟ وتزهر الطفولة حلماً وفعلاً وانعتاقاً..
رؤيـــــــة
هناء الدويري
التاريخ: الجمعة 26-10-2018
رقم العدد: 16820