تتزايد المخاوف لدى البريطانيين بشأن بريكست وتداعياته على مستقبل العلاقة مع الاتحاد الأوروبي بعد الخروج من التكتل في ظل القلق من عدم التوصل إلى اتفاق مع اقتراب المهلة المحددة من نهايتها , وفي ظل السياسات المتسرعة والنهج الفوضوي الذي تتبعه رئيسة الحكومة تيريزا ماي وفشلها فى إدارة عدد من الملفات أبرزها ملف الخروج من الاتحاد الأوروبي, والتي تواجه بدورها ارتباكا داخليا وانقساما شعبيا وحكوميا حتى داخل حزبها «المحافظين», وأدت للعديد من الاستقالات.
ماي وسعياً منها لإنقاذ قيادتها المتهاوية دأبت خلال الفترة الماضية لحشد أكبر تأييد لها ولخطتها المتعلقة بشروط الانفصال، إلا أنها لاقت معارضة شديدة، ومؤخراً صدمت بتوقيع أكثر من مليون بريطاني على عريضة تحت عنوان « الكلمة الأخيرة « التي تدعوها إلى إجراء استفتاء جديد حول بريكست، وهو ما تعارضه ماي بقوة.
وبحسب وسائل إعلام بريطانية تم نشر هذه العريضة على موقع على الانترنت، وقد جمعت في الوقت الحالي تواقيع 1،007،429 شخصاً.
ودوّنت العريضة بمبادرة من الصحفي المستقل كريستيان بروتون الذي كتب تعليقاً في مقدمة العريضة يقول فيه : بغض النظر عن الطريقة التي صوت بها في استفتاء بريكست فأنت تستحق أن تتحدث عن الاتفاقات النهائية حول هذه الصفقة.
ويعتقد الخبراء في القانون الدولي أن هناك عدة أسباب على الأقل لإجراء الاستفتاء أحدها النهج الفوضوي الذي تتبعه ماي والبرلمان حول صفقة الخروج من الاتحاد الأوروبي ، مما أدى إلى منافسة شرسة واستقالات.
وينبغي على بريطانيا والاتحاد الأوروبي قبل نهاية الشهر الجاري حل ثلاث قضايا مهمة من شأنها أن تسمح لبريكست بتحقيق مصالح الأطراف وهي: إكمال الاتفاق على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وحل مشكلة الحدود مع إيرلندا، ووضع صيغة للعلاقات المستقبلية بين الطرفين.
وستغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبي في 29 من آذار 2019 , والمفاوضات بشأن شروط خروج بريطانيا من الاتحاد مستمرة منذ الصيف الماضي ولم تتوج بعد بتقدم كبير.
وتكهنت وسائل الإعلام البريطانية في الآونة الأخيرة ألا تسفر هذه المفاوضات الشاقة عن التوصل لأي اتفاق بسبب المصالح والمطالب المتضاربة للفريقين.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 29-10-2018
رقم العدد : 16822