الملخص: لاشك أن الأمن الغذائي يعتبر من أهم القضايا التي تستحوذ على قسط وفير من خطط وسياسات مختلف الدول في العالم لا لشيء سوى لأن توفير الغذاء في أي دولة يدعم استقلالية قراراتها على الصعد مختلفة ،
وفي سورية لطالما كان الغذاء حاضراً على الطاولة ونعمنا بمحاصيل استراتيجية لسنوات كانت مساهمتها تفوق الـ20% من الناتج المحلي، لكن لايخفى أن تلك النسبة تأثرت بظروف الحرب بشكل لافت .
فالتأثيرات السلبية مختلفة ومتزايدة بحق محاصيلنا وأشدها عامل الاعتداءات الإرهابية بحق الغذاء وفي مقدمتها محصول القمح الذي تراجع انتاجه إلى حدود بعيدة عن الطموح، لكن مع عودة الاستقرار إلى مختلف المناطق المنتجة لهذا المحصول يجب أن يكون التعويل والاهتمام كبير وخاصة فيما يخص تأمين بذار مناسبة للظروف المناخية المتغيرة وتقديم الدعم والتشجيع للفلاح على الزراعة قبل البدء بالزراعة، وإيجاد سبل تساعده على استخدام أساليب الري الحديث كأحد بنود الدعم المقدمة للفلاح .
كما أنه مع كل أسف هذا العام ينضم الزيتون لقائمة المحاصيل المتراجعة من حيث الإنتاجية ليترك أثراً واضحاً في زيادة كبيرة على سعر الزيت لا تتناسب مع امكانية المواطن، ومن المعروف ان محصول الزيتون بشكل عام ريعيته تختلف بين عام وآخر يليه، إلا أنه في العام الحالي كان الضرر أكبر من المتوقع نتيجة الظروف المناخية التي أصابت البلاد بشكل عام واستهدفت أكثر المحاصيل، والتفاح مثال حي أيضاًعلى المحاصيل المتأثرة حيث استدرك شيئاً من مشكلته عبر تقديم الدعم الحكومي لشراء المحصول من الفلاحين بأسعار مدعومة من خلال المؤسسة السورية للتجارة .
لسنا من المشتائمين وليست الصورة قاتمة إلى الحد المتجاوز، لكن قد تكون كذلك فيما بعد ، وما لم نأخذ بعين الاعتبار أنه اليوم وأكثر من أي وقت مضى نحتاج لإعطاء المحاصيل الزراعية الاستراتيجية صفحات طويلة من الاهتمام بوصفها أحد عوامل القوة مع تنامي الأسواق المفتوحة والتجارة الحرة والخضوع لسيطرة أسواق تتحكم بها القوى الاقتصادية العالمية، والشركات متعددة الجنسيات ولابد من وضع أكثر من خط تحت كلمة القمح كأحد أسلحة القوة و بوصفه عنصراً أساسياً في غذاء غالبية الشعوب.
رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 2-11-2018
الرقم: 16826