كتب ظلت رهينة الرفوف في معرض كتاب الطفل الأول في مكتبة الأسد الوطنية ،رغم أحقيتها في مكتباتنا المنزلية ،وأخرى كان النظر لثوان معدودة للغلاف الأمامي كفيل بالتقاطها من الرف وشرائها ،وحسن الاختيار عندما يتطابق المظهر مع الجوهر ويعكس الغلاف ما بداخل الكتاب من مفردات تثري معجمه اللغوي وتنمي ملكة التفكير ومهارة القراءة وكم من قصة أو حكاية نتذكرها من أغلفتها ذات التصاميم الرائعة والرسوم التي تحاكي الطفولة ومحتوى مختار بعناية ،وكثيرا ما تخدعنا فخامة أغلفة ،بتكاليفها الباهظة والتي تعادل أكثر من نصف تكلفة الكتاب نفسه ،وتخطف بابتكاراتها الجديدة سواء على مستوى التصاميم أو الورق أو الألوان ،الأبصار …خدع تسويقية تقدم في أغلفة جميلة ومصنوعة بشكل باهر لمضمون لا فكرة ولا فائدة ..فخامة أغلفة قد تغدر بذائقة الطفل الجمالية والبصرية وتستخف بقدراته الفكرية،وتفشل في تحقيق تفاعله مع الكتاب والتمتع بالقراءة .
في ظل الثورة المعلوماتية والتكنولوجيا غير المسبوق وظهور الفضائيات بشكل لا يمكن حصرها والخاصة بالطفل ،حضر معرض كتاب الطفل الأول في دمشق بفعالياته وورشه ونشاطاته الفنية وبرامجه الثقافية الغنية ،وحضر الأطفال ليتزودوا بغذاء العقل والخيال والذوق ،يطوفون على أجنحة الخيال في عوالم شتى ،يتجاوزون أبعاد الزمان والمكان ،يتشبعون قيما تربوية وثقافية وأخلاقية ،
تخصيص معرض لكتاب الطفل ..تحدٍ كبيرا لكل من حاول تشويه الطفولة ،سرقة ضحكات فلذة أكبادنا ،غزو عقولهم …
تحدٍ ، لتنمية حب القراءة لدى جيل الغد ،رهاننا لرسم المستقبل ،ولا خوف على مجتمع يقرأ صغاره …المسؤولية كبيرة وتترتب على الجميع .
رويدة سليمان
التاريخ: الجمعة 9-11-2018
الرقم: 16832