تشكيل أم تدجيل..؟

تشهد ساحة الفن التشكيلي، تدفق أعداد كبيرة من الراغبين بإنتاج اللوحة وعرضها, بينهم نسبة كبيرة من الدخلاء, الذين لايجيدون ألف باء الرسم، ويريدون حرق المراحل، وتقديم أنفسهم كفنانين تجريديين وتعبيريين وتكعيبيين وسورياليين وميتافيزيقيين..
وصولآ الى فنون النزول إلى الشارع والتجهيز والتركيب والتشكيل الرقمي بالضوء وتدوير النفايات، والى آخر ما هنالك من تيارات حديثة ومألوفة ومستهلكة وبائدة.
واللافت أننا لم نلحظ ولادة نقاد جدد, رغم أن فرص النشر الإلكتروني باتت متوفرة للجميع, حتى ان الفارق العددي بات كبيرا جداً بين التشكيليين والنقاد, ولا يتجاوز الواحد في الألف, مابين عدد النقاد وعدد الداخلين في مجال الإنتاج والعرض. مع ملاحظة أن المهتمين بالأدب على سبيل المثال، يعملون على تأويل اللوحة من زاوية أذواقهم الأدبية والخاصة، ولهذا فكتاباتهم في الفن, ليست نقدية وتحليلية واحترافية، وإنما هي استعراضية، تعمل على حرف ثقافة اللوحة والمنحوتة، عن مسارها الصحيح, وبالتالي عن مسار كتابات النقاد.
وقد يكون هذا الفارق العددي طبيعياً، لأن عدد النقاد في كل البلدان قليل جدا، مقارنة مع عدد الفنانين, فالإنسان يسعى إلى السهولة في التلقي, ويبحث عن جمالية ترضي العين والأذن، كي لايتحمل عناء المتابعة والتحليل والقراءة والكتابة، وهذه الندرة في عدد النقاد تحملهم مسؤولية كبيرة، حتى لايقعوا في هاوية الكتابات غير المتخصصة.
فالناقد يجب ان يتناول الجوانب الفنية والتقنية، من زاوية تطور الفنون الحديثة، بلغة عصرية وخاصة وقادرة على رصد خطوات ومسارات الفنانين، والتوثيق أو التأريخ لمرحلة مضت، حتى تكون مهيأة لأن تنتقل من جيل إلى آخر، ليقرأ كل جيل ذاكرة الجيل الذي سبقه، لأن الاستسهال في الكتابة، يعيدها إلى اللغة الوصفية، وينفي عنها صفة النقد التحليلي، الذي يقدم للجمهور مادة راقية ومفيدة, تساهم في الارتقاء بمستواه الفكري والثقافي، وتغذي حساسيته البصرية والروحية.
facebook.com adib.makhzoum

 

 

 أديب مخزوم
التاريخ: الأحد 11-11-2018
الرقم: 16833

 

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً