الكيفية التي جرت بها عمليات التسجيل للدراسات العليا (الماجستير ودبلومات التأهيل والتخصص ودبلوم التأهيل التربوي في جامعة دمشق) لا يمكن عدها إلا مثالاً صارخاً للفوضى العارمة والتعامل المهين للطلاب، حيث يتحدث الطلاب هنا عن رحلة معاناتهم منذ ساعات الصباح الأولى للفوز بفرصة لتقديم طلب الانتساب إلى المفاضلة المحددة بمهلة لا تتجاوز 6 أيام والمحصورة ضمن (5) مراكز فقط موزعة على عدة كليات جامعية وليس لديها الطاقة الاستيعابية الكافية للأعداد المكتظة من الطلاب الراغبين في التقدم والتي وصلت في بعض المراكز إلى 600 طالب، وبسبب عدم الالتزام من قبل القائمين على المراكز بتسجيل الطلاب بحسب قوائم (الدور) والسماح بدخول طلاب آخرين وفق مبدأ الوساطة والمحسوبيات والتعلل تارة بتعطل الشبكة الحاسوبية أو انتهاء وقت الدوام ما اضطر الكثير من الطلاب إلى إجراء جولات مكوكية على المراكز الأخرى التي لم تكن أوفر حظاً من سابقاتها بل ألغي (الدور) في بعضها تماماً لينال فرصة التسجيل من كان الأبرع من الطلاب في (المطاحشة) كما حدث في مركز مخبر الكيمياء، هذا ناهيك عما تعرض له الطلبة والطالبات من (نعر) و(تدفيش) إلى أن يأتي دوره في التسجيل أو يعود إلى منزله وهو يجر أذيال الخيبة بعد أن فقد الفرصة في التسجيل إلى العام الذي يليه، بالرغم من تمديد فترة التسجيل يومي الجمعة والسبت والتي بقيت بعض المركز مقفلة في وجه الطلاب.
كما يتحدث الطلاب الذين تمكنوا من التسجيل عن تضارب في مواعيد الفحوص المعيارية المحددة لمن أراد التقدم إلى أكثر من اختصاص بموجب الخيارات التي سمحت بها المفاضلة؛ أو تغيير مواعيدها دون إعلامهم ما حرمهم فرصة التقدم إليها.
المؤسف حقاً أن يتم التعاطي بهذه الكيفية مع طلاب (الدراسات العليا) الذين يفترض أن يحظوا بكل الاهتمام والرعاية ليكونوا لاحقاً الأطر البشرية المؤهلة بالكفاءة العلمية والبحثية والتي سيقع على عاتقها مسؤولية مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية في تنمية المجتمع في جميع جوانبه!.
هنادة سمير
التاريخ: الأربعاء 14-11-2018
رقم العدد : 16836