قامت مديرية الخدمات الفنية في محافظة دمشق بتعبيد أجزاء من الشارع العام بمنطقة المزة 86 (خط المدرسة) إضافة لبعض التفريعات الصغيرة المؤدية إليه، واللافت بالموضوع بأن التعبيد لم يشمل كامل الطريق الرئيسي .
من البديهي أن التعبيد يتطلب وجود درجات حرارة عالية وقشط طبقة الإسفلت القديمة وإزالتها لنجاح العملية، ولكن الورشات المكلفة عمدت للتعبيد دون مراعاة أي شروط! ودون وجود أي إشراف فني أو هندسي! الأمر الذي أدى إلى ارتفاع سماكة الطريق فوق مستوى المحلات التجارية والمنازل الواقعة على جانبيه، وإغلاق قسم من فتحات التصريف (الريكارات) المخصصة لتصريف الأمطار والسيول، وقسم منها بات بمثابة مصائد ومطبات تعوق حركة المرور، ناهيك عن طمر الفتحات المخصصة لمياه الشرب، الأمر الذي يعرّض القاطنين وممتلكاتهم لخطر السيول والفيضانات، كما حصل بالعديد من المناطق منذ فترة وجيزة.
المقدمات الصحيحة تعطي نتائج صحيحة، وتنفيذ أي مشروع يتطلب الدراسة الفنية الصحيحة والإشراف عليها من قبل المختصين والتنسيق بين المؤسسات المعنية وليس الاعتماد على سياسة الترقيع التي تتبعها العديد من الجهات والمؤسسات بعد وقوع المحظور، كما حصل بموضوع الصرف الصحي الذي لم يكن بالمستوى المطلوب حيث شكلت الأمطار التي شهدتها العاصمة رغم محدودية كمياتها اختباراً حقيقياً لجهوزية هذا المرفق الحيوي والذي لم يصمد طويلاً أمام هطلات مطرية خفيفة، وكان من المفترض توقع حدوثها كوننا في فصل الشتاء.
المثير للاستغراب أن المصارف المطرية بأغلب الشوارع حتى ضمن أحياء العاصمة تم تنفيذها دون مراعاة لميول الطرقات وتدرجها، فمعظم المصارف المطرية تم تنفيذها في جهة أعلى من مكان تجمع مياه الأمطار والسيول ومغاير لخط جريانها.
منذ فترة أعلنت محافظة دمشق أن تخديم العشوائيات في دمشق يستنزف أكثر من نصف ميزانية المحافظة والتي تبلغ 11 مليار ليرة لعام 2018 والسؤال: هل يتطلب إصلاح خط الصرف الصحي وتعبيد بعض الشوارع المنفذة منذ عشرات السنين دون أي توسيع و دون شق طريق ثانٍ كل هذه التكاليف؟ مع العلم بأن القاطنين يدفعون ما يترتب عليهم من رسوم لقاء تقديم الخدمات من ماء وصرف صحي وكهرباء وهاتف ونظافة وغيرها .
تجديد شبكة الصرف الصحي وإصلاح واقعها المزري بات ضرورة حتى لا تتكرر المأساة التي نشهدها عقب تساقط الأمطار سواء كانت خفيفة أم غزيرة.
بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 14-11-2018
رقم العدد : 16836