ساهمت تداعيت الحرب الكونية على سورية خاصة فيما يتعلق بالحدود المفتوحة في انتشار ظواهر غاية في الخطورة
لعل أهمها تمثل في انتشار المواد المهربة ومجهولة المنشأ ،وأخص بالذكر هنا الغذائية ،فالمواد المهربة التي بدأت تنتشر في المدن السورية لم تكن تتمتع بالجودة ولا بالمواصفات النوعية ،الامر الذي يبرر عرضها للبيع بأسعار منخفضة ..إلا أن المشكلة الاكبر في المواد الغذائية أنها غالبا ما تكون منتهية الصلاحية ولا احد يعلم مما تتكون حتى إن البعض أكد وجود حالات راجعت المشافي والمراكز الصحية جراء تناول الاغذية المهربة ومجهولة المنشأ..
من واجب الدولة أن تمنع دخول هكذا مواد إلى الاسواق ،ومن واجبها ايضا أن تمنع بيعها وتداولها بين المستهلكين ،ولكن في اوقات الحرب لن تستطيع اقوى الدول وأعتاها أن تحارب هذه الظاهرة وتحد منها خاصة مع الحدود المفتوحة مع دول تعتبر شريكة بالعدوان على سورية وشعبها وعلى رأسها تركيا الذي لا يفوت نظامها المتوحش اي فرصة لإنزال الضرر على الشعب السوري ..
وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أعلنت أنها كثفت من حملتها باتجاه المواد مجهولة المصدر والمزورة والمقلدة وعممت من جديد على مديرياتها بالمحافظات بتكثيف تواجد دورياتها بالأسواق والمحال التجارية لما تشكله من أخطار على صحة المواطنين وأمنهم الغذائي، وعلى الاقتصاد والمنتجات الوطنية.
ونوهت أنه نتيجة للمتابعة والتقصي والمراقبة المستمرة تم ضبط العديد من السلع مجهولة المصدر والمهربة وغير الشرعية ومصادرتها كمشروبات الطاقة والمعلبات والأجبان والألبان والزيوت، حيث بلغت عدد الضبوط المنظمة 1195 ضبطاً ،كما تم تنظيم 1025 ضبطاً بحق باعة الفروج المهرب و الفاسد « منشأ تركي» و307 ضبوط مياه غير سورية لا تتوافر فيها المواصفات المطلوبة.
وأشارت إلى أن المضبوطات شملت أيضاً مواد تلحق الأذى بالصحة العامة من خلال إضافة الهرمونات إلى بعض منتجات اللحوم حيث تم ضبط عدد كبير من اللحوم البيضاء المجمدة التي تتميز بكبر حجمها مقارنة مع المنتجات البلدية، إضافة إلى تلونها باللون الأزرق والروائح التي تنبعث منها لدى إجراء عملية إذابة لها، حيث تعد هذه المنتجات من أخطر المنتجات نظراً للحمولة الميكروبية التي تحملها هذه المنتجات واحتوائها على الهرمونات التي تعتبر من المواد الممنوع استخدامها وذات تأثير تراكمي سلبي على صحة متناولي هذه المنتجات.
من الضروري أن نحارب جميع هذه الظواهر وذلك بالعزوف عن شراء هذه المنتجات حتى ولو وجدناها في أسواقنا ،خاصة وأن المستهدف هو الصحة.
باسل معلا
التاريخ: الجمعة 16-11-2018
الرقم: 16838