ما وراء الصورة

بهدوء نسبي تبتعد «الصورة الحدث» عن المشهد العام في المنطقة، لتحضر وسط حذر وترقب شديدين عددا من الصور غير الواضحة المعالم والخطوط، تشكل في مجملها «الحدث»،
وتخفي في ضبابيتها الكثير من التفاصيل غير المعلنة.. وحدها صورة تصعيد « التحالف الأميركي» عدوانه على ريف دير الزور- واضحة الخطوط جلية الأهداف كعين الشمس وبعيدة كل البعد عما اختير لها من عنوان وهو محاربة داعش الارهابي- ليسقط مجددا عشرات الشهداء المدنيين في استهداف طيران العدوان مدينة هجين والبقعان التابعة لها، إضافة الى بلدة الشعفة.
اذا كانت الصورة الواضحة للعشاء المشترك في منبج بين جنود الاحتلال الأمريكي وعناصر ممن يسمى وحدات حماية الشعب الكردية، قد أثارت امتعاض مسؤولين رفيعي المستوى في نظام رجب اردوغان، فإن ما وراء الصورة الضبابية التي يحاول اردوغان رسمها دائما عن دعمه للمجموعات الإرهابية، وهروبه من التزامات « خفض التوتر» في ادلب، واضح ايضاً، وثمة عشرات الصورة مثلها لقادة جيشه وأيديهم متشابكة مع أيادي الفصائل الإرهابية من « نصرة، وحر ، وتركستاني» على زناد واحد لبندقية إرهابهم- ونحن هنا لا ندافع عن التعاون الكردي الأميركي – فهو في ذات الاطار من العدوان على سورية.
ربما تتعدد الصور، وقد تختلف في التفاصيل، أو المواضيع، الا أنها في نهاية المطاف هي جزء من كل، من كل الصورة التي ترسم للمنطقة.. فيبازر التركي مع الأميركي في منبج وشرق الفرات، وليسمع عبارة «على أونا على دوي على تري» في سمسرة أخرى يتنافسان فيها، وعينهما على وهم توسيع رقعة أطماعهما التوسعية.
تزدحم الصور.. تتلون وتتنوع.. شديدة الوضوح حيناً، وضبابية احياناً.. يرسمها هذا أو ذاك بلا روح أو إحساس دافعهم الوحيد مصلحة شخصية هنا أو هناك.. وبين ذاك الزحام ومنذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، وحدها كانت الصورة التي يرسمها أبطال الجيش العربي السوري، ناصعة البياض، مليئة بالحب والوفاء، واضحة الخطوط .. وهاهو الآن يرسم صورة مستقبلية لادلب.. ادلب خالية من الإرهاب والإرهابيين، ليؤكد وعده بتطهير جميع تراب الوطن من رجس الإرهاب، وبأن من راهن على انكساره عند منعطف ما هو خاسر.. قال سابقا، كما الجانب الروسي: اتفاق سوتشي حول ادلب مرحلة في طريق الحل وليس حلا.. وهاهو يؤكد بعد انتهاك المجموعات الإرهابية لذاك الاتفاق مرارا وتكرارا وعدم التزام ضامنهم التركي بما وعد، أن معركة إدلب ضد الإرهاب خلف الأبواب او أدنى، فباشر بتنفيذ سلسلة من الرمايات المدفعية والصاروخية المكثفة والدقيقة باتجاه مواقع المسلحين في عدة قرى وبلدات بريف إدلب ومنها التح وجرجناز والتمانعة وسكيك والويبدة شرق ادلب.
Moon.eid70@gmail.com

 

منذر عيد
التاريخ: الاثنين 19-11-2018
الرقم: 16839

آخر الأخبار
وسط دعوات للعدالة وعدم النسيان.. إحياء الذكرى الثالثة عشرة لمجزرة داريا الكبرى  يئة ضمان الودائع... خطوة لإعادة بناء الثقة بالقطاع المصرفي السوري مجدداً اليوم..معرض دمشق الدولي يفتح أبوابه ونوافذه إلى العالم "سويفت" ليست مجرد خطوة تقنية - مصرفية.. بل تحول استراتيجي على حركة التجارة من الوعي إلى التطبيق..البلوك تشين في خدمة التحول الرقمي الحكومي أموال "البوابة الذهبية".. عقود بيع لا ودائع مجمدة (2-2) المعارض الذكية لتبادل المعلومات والخبرات المهندس حسن الحموي: فضاء واسع للمشاركين تركيا: الاعتداءات الإسرائيلية تقوض مساعي إرساء الاستقرار في سوريا والمنطقة معرض دمشق الدولي .. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول  الأمم المتحدة: مقتل الصحفيين في غزة غير مقبول ويجب تحقيق المساءلة والعدالة المعامل العلفية في حلب تحت مجهر رقابة الزراعة محمد الحلاق لـ"الثورة": ما يهمنا إظهار معرض دمشق الدولي كقوة اقتصادية جاذبة للاستثمارات  صيانة خطوط الكهرباء وإصلاح أعطال الشبكة في حمص وفد اقتصادي ألماني يبحث التعاون مع غرفة تجارة دمشق جذب الاستثمارات الزراعية.. اتحاد فلاحي حمص بمعرض دمشق الدولي وزير المالية: نرحب بالدعم الفني الأوروبي ونتطلع لزيارة وفد الأعمال الفرنسي رؤية جديدة في طرطوس لدعم الاستثمار وتوسيع آفاق التصدير  اعتماد المعيار المحاسبي الدولي IFRS 17 في قطاع التأمين الكويت: مواصلة الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته تجاه سوريا انتهاك للقانون الدولي مسار جديد لبناء تعليم نوعي يواكب متطلبات التنمية المجتمعية