مع بدء إنتاج موسم الحمضيات تعود التساؤلات ذاتها عاماً بعد عام وخاصة أن المشكلة مستمرة والحلول المتخذة على مدى السنوات الماضية لم تكن ناجعة فلا الفلاح مرضي ولا المستهلك على حد سواء..
اللافت بالأمر أن كامل القصة تعاد سنوياً دون أي جديد وبالتفاصيل ولعل أولى الأحداث تتمثل في بدء دخول شحنات ضخمة من الموز اللبناني للأسواق السورية لتباع بأسعار منخفضة عما تعوَّد عليه المستهلك لتبدأ مرحلة العزوف عن الحمضيات السورية لصالح الموز اللبناني والذي دائماً ما تتسم تفاصيل دخوله للأسواق السورية بالغموض فلا يُعرف أدخل تهريباً أم بشكل نظامي وفي حال دخل بشكل نظامي هل ثمة رسوم وضرائب سددت للخزينة أم أن أحكام اتفاقية التجارة العربية كانت سيدة الموقف..
بغية الإنصاف ثمة جديد فيما يخص مسألة تسويق الحمضيات السورية تمثل في وجود استعداد حكومي لافت لاتخاذ إجراءات من قبل أكثر من جهة تخص التسويق سواء على المستوى الداخلي أم الخارجي وفي هذا الإطار أقر مجلس الوزراء حزمة من الإجراءات الجديدة لتسويق موسم الحمضيات ودعم إنتاجه وتسويقه محلياً وخارجياً تتعلق بدعم الشحن والنقل وتتضمن قيام هيئة دعم وتنمية الإنتاج المحلي والصادرات بدعم الحاويات المصدرة بحراً بمبلغ 1600 دولار لكل شاحنة وحاوية إضافة إلى قيام وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بدعم عمليات نقل وتسويق الحمضيات وتوفيرها في الأسواق المحلية بأسعار مناسبة وتصدير الفائض منها.
بدوره أكد وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية الدكتور محمد سامر الخليل أنه سيتم اتخاذ حزمة الإجراءات ليكون التسويق لهذا العام بالصورة المناسبة ويحقق سعراً عادلاً للفلاحين.
ما صدر من إجراءات حكومية مطمئن، ولعل قصة الحمضيات هذا العام ستكون مختلفة عما سبقه إلا أنه ثمة تساؤلات لم تُجب عنها الإجراءات التي تم الإعلان عنها خاصة وأنها جاءت عامة ومقتضبة ولم تدخل في التفاصيل فمثلاً لم يتم التطرق للسعر الذي ستستجر فيه السورية للتجارة الحمضيات من الفلاحين، وماذا عن تجهيز مراكز التوضيب والتشميع، وما الدول المستهدفة التي سيتم تصدير الحمضيات السورية إليها، وهل تم التنسيق معها لمعالجة مشكلة التحويلات المالية التي تعاني منها مختلف الصادرات السورية جراء العقوبات الغربية الجائرة على الشعب السوري وغيرها من التساؤلات التي ما زالت بلا أجوبة..
على الملأ
باسل معلا
التاريخ: الخميس 22-11-2018
الرقم: 16842