خداع ومناورة جديدة يمارسها الرئيس التركي أردوغان ظهرت في القمة الرباعية التي انعقدت مؤخراً في اسطنبول والتي لم تأتِ أُكلها كما تشتهي خطط أردوغان الغارق في التضليل، بل على العكس فهي لم تحقق أياً من الأهداف والنتائج التي يحلم بها السلطان العثماني خاصة بعد أن فقد أوراقاً مهمة كان سيتخذها للابتزاز عبر التنسيق مع الإرهابيين الذي بلغ ذروته في الحفاظ عليهم في إدلب.
أردوغان الذي عجز عن تطبيق ما تم الاتفاق عليه مع الروس وبشكل متعمد بخصوص إدلب كان يعوّل على دعم حلفائه من الغرب والأطلسي بهدف إطالة أمد تنفيذ الاتفاق للضغط ودفع الروسي لتقديم بعض التنازلات، لكنه تناسى أن رهاناته على الغرب والأمريكي سراب فهم أعجز من تقديم أي مساعدة رغم عرقلة إدارة ترامب لتحرير إدلب وزرع إرهابيي القاعدة في التنف ومحاولة قطع خطوط التنسيق الاستراتيجي بين سورية والعراق، إضافة إلى قيامهم بتنفيذ عمليات إجرامية للحيلولة دون الاستقرار الفعلي ونشر الفوضى، ناهيك عن تجديد الهيمنة الأمريكية في أكثر من منطقة من العالم.
المماطلة التركية في عدم إخراج المجموعات المتشددة من إدلب هدفها تحقيق مكاسب والمزيد من الابتزاز السياسي لم تنجح على الرغم من العزف على الوتر الإنساني بذريعة حماية المدنيين وإبقائهم في إدلب والإعلان الخبيث عن عدم إمكانية عبور هؤلاء المرتزقة إلى شرق الفرات، وبالتالي منع الدولة السورية من استكمال سيادتها على كامل الجغرافيا ذلك الأمر الذي يمثل خياراً استراتيجياً مع الـتأكيد أن أنصاف الحلول لم تعد تجدي نفعاً وهي لن يستمر طويلاً.
لا شك أن سورية التي دحرت الإرهاب التكفيري العالمي بدماء أبطالها ها هي اليوم تكتب الفصل الأخير من النصر المؤزر لأن المنتصرين هم من يقررون مستقبل المنطقة كما يتمناه الأبطال لا كما يتوق إليه المتآمرون.
عائدة عم علي
التاريخ: الأحد 25-11-2018
الرقم: 16844