يلتقي الصحفيون العرب في دمشق من خلال عقد جلسة للأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب بعد غياب استمر لخمسة عشر عاماً منها سبع سنوات ونيف كانت المواقف السياسية تعمل ضد التواصل المهني والنقابي للصحفيين العرب ، فما الجديد الذي يسمح لاتحاد الصحفيين العرب بعقد اجتماع الأمانة العامة في دمشق بعد اتخاذ القرار في اجتماع بغداد في شهر كانون الثاني الماضي؟
المؤكد أن التطورات السياسية والميدانية وتراجع مخاطر الارهاب والتراجع في مواقف الدول التي رعت ودعمت الإرهاب وسعيها لإعادة العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع سورية بعدما قطعتها إثر الشروع بتنفيذ المشروع العدواني الاستعماري الغربي عبر الذراع الإرهابية المرتبطة بالرجعية ، كل ذلك ترك آثاره في المواقف المستجدة وساعد في الدعوة لعقد جلسة على هذا المستوى في دمشق.
اللقاء في الفيحاء يعد أكبر موقف إعلامي عربي يعترف بوضوح بالدور السلبي والعدواني الذي لعبته المؤسسات الصحفية والقنوات الفضائية والتلفزيونية التي نفذت برامج وأجندات سياسية في مرحلة سابقة وكانت تنقل معلومات كاذبة وتقدم روايات ملفقة وهو ما ترك تأثيره في المواقف الغربية ، بمعنى أن ذلك الإعلام المشارك في سفك الدم السوري قدم قصصاً كاذبة كانت الغاية منها تبرير مواقف الحكومات الغربية أمام شعوبها وإظهار دعم الإرهاب وكأنه عمل إنساني خالص.
اجتماع الأمانة العامة حدث روتيني ودوري من حيث الشكل ، إذ يفترض انعقاده كل ستة أشهر ، فتأخر ريثما تم التوافق على تحديد الموعد، لكن لانعقاده في دمشق اجتماع المعاني والمواقف كلها ، فاتحاد الصحفيين العرب يعد الإطار التنظيمي العربي الكبير للنقابات الوطنية التي تعكس في جانب منها المواقف السياسية لدولها ، وقد يكون حالة اختبار للعلاقات المزمع إعادتها وتفعيلها واسترجاع المرحلة السابقة للعدوان واستشراف العلاقات المستقبلية وذلك أمر في غاية الأهمية لا يقتصر تأثيره على علاقة الحكومات إنما يطول الشعب العربي في كل دولة عربية.
وإذ يلتقي الصحفيون العرب في دمشق فإنهم يشعرون أنهم يتابعون مهماتهم وأعمالهم وكأنهم في مواقع عملهم الأساسية، ذلك أن سورية كانت وما زالت بيت كل العرب وأن قلبهم ينبض في دمشق دوماً.
مصطفى المقداد
التاريخ: الأثنين 26-11-2018
رقم العدد : 16845