إن قرأت ولم تتغير.. أو شاهدت أفلاماً، عروضاً مسرحية.. ولم تتأثر, لم تأخذك المعاني الى وعي جديد، فهل يكون لما نفعله جدوى..؟!
الرائج الثقافي حاليا.. يتداخل مع بعد هش، حين نتابع مؤشرات الظواهر التي تلقى رواجا، نشعر بحجم الخسارة، انها ثقافة الحوائط الفيسبوكية، والتعليقات التويترية.. والنجوم التي تزيغ معها الابصار.. بينما الابعاد الفكرية المهمة كلها مركونة على جنب، ليست الظاهرة وليدة اللحظة، لكننا الآن بدأنا نتلمس آثارها.
لماذا نعيش هذا الفراغ الفكري..؟
اذا ماذا عن تلك المشاريع التي عشنا زمنا نتغنى بها..؟!
كأنها بقيت مشغولة بمقارعة فرضيات ونظريات لم تؤثر واقعيا، حتى تياراتها بمختلف اتجاهاتها سواء التحديثية منها، او التقليدية، تبدو وكأنها غارقة في تخبط سيمضي وقت طويل قبل أن تعوم فوقه، مخلفة أثر فكر رجعي، عشنا صداه مؤخرا ليرعبنا صداه في البنية الاجتماعية العربية، كارثي ألا تتمكن التيارات التنويرية من زعزعته..!
نحتاج لمشاريع.. تيارات.. مبادرات,تخلصنا من كل مايعيق تفتح وعينا ونضجه، لإنتاج مقاربات ثقافية وحتى سياسية تتجذر في قيمنا، تأخذنا الى نواح علمية بعيدا عن اساليب الدجل والتفريغ الفكري التي تمارس عمدا, بهدف تفريغ الاذهان من كل مامن شأنه ان يعمق الانتماء ويجذر قيمة الانسان ويعلي من حقه.. ويسمو به..!
ونحن نحيي «يوم الثقافة» عبر مجموعة متكاملة من الانشطة تقوم بها وزارة الثقافة، لم تكتف بدمشق، بل أخذت طريقها الى مختلف المحافظات السورية، نحتاج مع كل هذا الحراك الى تفعيل دائم لوهج ثقافي، تتضافر فيه كل الأفكار لضخ رؤى جديدة، تحاول تلمس سبل تلامس فيها أرواح ووجدان بشر أنهكتهم حربا زجوا فيها رغما عنهم..
سعاد زاهر
soadzz@yahoo.com
التاريخ: الأثنين 26-11-2018
رقم العدد : 16845
