هذيان ديميستورا!!

بعد تصريحات ستيفان ديميستورا الأخيرة في روما بمناسبة انعقاد «مُنتدى الحوار المتوسطي الرابع» التي تؤكد من جديد هذيانه بما جرى تلقينه إياه منذ تَسلّم مهامه، فمن المُتوقع أن يستمر بالهذيان حتى بعد مُغادرته وانتهاء مهمته، إذ بدا كما لو أنه فَقَدَ عقله أو كما لو أنه فَقَدَ السيطرة على أعصابه.
«لم يبق من قرار مجلس الأمن 2254 سوى الجزء المُتعلق بالدستور»، قال ديميستورا بكل صفاقة، ذلك أنّ ما يُستنتج من هذيانه أنه طبّقَ كل بنود القرار، راقبَ عن كثب، وتَأكّد وتَحقق من ذلك، بعد أن التزم بمُحددات مهمته من غير انحراف ولا انحياز لأجندات مُشغليه في واشنطن ومُلحقاتها؟!.
القرار الدولي الذي يتأبط ديميستورا ما يُعجبه منه فقط، كان صدرَ في النصف الثاني من شهر كانون الأول 2015 وانطوى على استحقاقات لم يلتزم بها شخصياً، ولا التزمت بشيء منها الأطراف المنخرطة بالعدوان على سورية، إذ يمنح القرار مُهلاً زمنية مُحددة لتنفيذ عدد من الخطوات يَشترط بعد انتهائها أن يتم إبلاغ مجلس الأمن بها!.
يَطلب القرار الدولي على سبيل المثال: إيجاد آلية لمُراقبة وقف إطلاق النار، والتَّحقق منها، والإبلاغ عنها خلال شهر من تاريخ تبني القرار، فهل حصل شيء من هذا حتى تاريخ يوم أمس الذي شهد استهداف التنظيمات الإرهابية أحياء حلب بالغازات السامّة؟.
بعد كانون الأول 2015 صار يعرف العالم كله ما الذي حصل، وكيف حصل، وبإرادة من تَحقق، وبالتالي فقد وقف العالم بعد هذا التاريخ على الكثير من الحقائق التي تُدين ديميستورا ومُشغليه، وتُجرّم دول حلف العدوان بارتكاب جرائم حرب وبدعم وتمويل وإسناد التنظيمات الإرهابية التي لم يَدحرها ويُلحق الهزيمة بها إلا الجيش العربي السوري وحلفاؤه على امتداد الجغرافيا التي كانت تَعبث فيها هذه التنظيمات وتنشر فيها التطرف والقتل والدمار!.
انتقائيةُ ديميستورا في ربع الساعة الأخير لا معنى لها سوى أنّ الهذيان مازال يُسيطر، وسوى أنّ الوهم ما زال يُقيم، وسوى أنّ الحماقة مازالت تَحكم منظومة العدوان التي يُمثل ديميستورا لسانها الطويل المُحرض بعد أن فقدت أذرعها الإرهابية إلا ما تَبقى منها من فلول الدواعش إلى مُرتزقة تنظيم جبهة النصرة والمُشتقات الأخوانية الأردوغانية.
عندما لا تَمتثل أطراف العدوان لنصوص القرارات الدولية، وعندما ترفض التعاون خلافاً لما يُطلب منها، بل عندما تتحداها وتتعمد خرقها ومُخالفتها بمُمارسة كل ما نَهت عنه، فلا يُمكن تَوصيف مُطالبة هذه الأطراف بتطبيق إلا ما يَروق لها من هذه القرارات، سوى بالهذيان الذي يؤكد انفصالها عن الواقع!.
لن يكون هناك أيّ مراحل انتقالية، ولن يكون هناك أيّ اجتماعات للجنة تتوهم دول العدوان تشكيلها كما تريد لتُحقق بها ما عجزت عن تحقيقه بالحرب والإرهاب، فاللجنة التي أقرها مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، هي مُجرد لجنة لمناقشة الدستور، ولن تُبصر النور إذا استمرت عملية تزوير مُخرجات سوتشي لجهة تشكيلها على نحو ما تتوهم واشنطن ويَهذي ديميستورا!.
علي نصر الله
التاريخ: الأثنين 26-11-2018
رقم العدد : 16845

آخر الأخبار
مكتب تكسي في كراج البولمان والكراج الشرقي في اللاذقية مناشدات بالتدخل للحفاظ عليها.. الجفاف وغلاء الأعلاف يهددان الثروة الحيوانية بدرعا آليات نظافة جديدة في ريف دمشق لا صناديق استثمارية مرخصة في سوق دمشق حتى الآن بيئة تعليمية آمنة وصحية.. صيانة شاملة لمدرستي ابن خلدون وجودت الهاشمي اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب تطلق موقعها الالكتروني لترسيخ مبدأ الرقابة الشعبية بهدف تمكينهم من اكتساب المهارات.. معاهد متعددي وشديدي الإعاقة تحت مجهر "الشؤون الاجتماعية والعمل" من خيوط الكروشيه إلى لوحات الماندالا: جناح ينبض بالإبداع السوري أزمة مياه غير مسبوقة في دمشق وريفها.. وإجراءات المعالجة قاصرة مواطنون لـ"الثورة": أعباء اقتصادية جدي... سوريا: الاعتداء الإسرائيلي بالمسيرات على وحدة من الجيش انتهاك جسيم للقانون الدولي والميثاق الأممي سوريا تستقبل العالم بحدث مميز تفاقم الانتهاكات ضد الأطفال عام 2024 أكثرها في فلسطين جناح وزارة المالية ..رؤية جديدة نحو التحول الرقمي خطوط جديدة للصرف الصحي في اللاذقية  رغيف بجودة أفضل.. تأهيل الأفران والمطاحن في منبج معرض دمشق الدولي.. الاقتصاد في خدمة السياسة قافلة مساعدات إغاثية جديدة تدخل إلى السويداء "دمشق الدولي".. منصة لتشبيك العلاقات الاقتصادية مع العالم رفع العقوبات وتفعيل "سويفت ".. بوابة لانتعاش الاقتصاد وجذب الثقة والاستثمارات سوريا تستعد لحدث غير مسبوق في تاريخها.. والأوساط الإعلامية والسياسية تتابعه باهتمام شديد