طفولة مجروحة تهتز آلامها على أوتار الوجع ،تتثاقل بحملها هموم الحياة ،وتطوف بالمجان على سراديب المتاهات..تروي قصصا وحكايات مريرة مرت من هنا وهناك..وجوه أطفال عابرة غيرت ملامحها عباءة الفقر والجهل والتخلف والتشرد والتسول والتسرب.
طفولة أرهقها الضمير الإنساني الغائب وربما الميت لما يحصل من فظائع بحق البراءة في جغرافيا العالم لاسيما في منطقتنا العربية»سورية، اليمن، العراق، فلسطين، لبنان» وغيرها.إرهاب وعدوان خارجي من عدو وصديق وشقيق عابر للقيم والأخلاق وكل ما يحفظ ماء الوجه.
لقد مر اليوم العالمي للطفل على استحياء في العشرين من هذا الشهر، لم يكن له ذاك الوهج الذي اعتدنا عليه على المنابر الاعلامية بشكل عام والأنشطة والفعاليات التي كانت تتسابق الجهات العامة والخاصة على إبرازها وإظهارها بما يليق بالجهود التي حضرت للاحتفاء بها.
طفولة اجتاحت شهيتها ألوان الجوع في اليمن وغيره وداهم جسدها الغض والنحيل أوبئة تخفي في اسمها عشرات من الأمراض المعدية والمميتة..
خطفوا براءتها وتسولوا باسمها وارتكبوا الجرائم بحقها داخل الحدود وخارجها ليس في بلدنا وحسب بل في العديد من دول العالم.
طفولة انتقل بعضها من وافر الصحة والتعليم والرعاية والاهتمام على جميع المستويات،إلى بيئات مختلفة ملوثة بأمراض اجتماعية ونفسية وغالبا ما بيعت في أسواق التجارة الرخيصة..
يوم عالمي للطفل لم يبق منه سوى الشعار تتغنى به المنظمات الدولية الأممية بعدما انتهكت كل خصوصياته وأصبح معيلا للفقر وخارج أسوار المدرسة،مستلب الإرادة، وإرهابيا قاتلا حيث فرض عليه قسرا أو بالمجان وفق غريزة الطاعة، في المكان والزمان الذي تفرض فيه الحروب العدوانية شروطها على البلدان المستهدفة بسيادتها واستقلالها.
غصون سليمان
التاريخ: الأثنين 26-11-2018
رقم العدد : 16845
السابق
التالي