بعد تخوفها من مواجهة هجمات إرهابية محتملة، تطلق الدول الأوروبية من جديد تحذيراتها من خطر عودة العناصر الإرهابية لنشاطاتها، حيث حذرت أجهزة الاستخبارات البلجيكية من أن البلاد تواجه تهديداً إرهابياً في الوقت الحالي، ولاسيما في ظل الحديث عن وجود أعداد كبيرة للغاية وغير مسبوقة داخل السجون.
ووفقاً لتقرير عن جهاز الأمن البلجيكي فإن السجون تضم في الوقت الحالي موقوفين بتهم الإرهاب بأعداد ضخمة، مشيراً إلى احتمال أن يُطلق سراح أولئك في غضون ثلاث أو خمس سنوات، وبالتالي سيشكلون نواة موجة تطرف جديدة في المنطقة والعالم.
وقال التقرير إن بلجيكا كانت إحدى أكثر الدول المصدرة للعناصر الإرهابية المنضمة لتنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، وعاد ثلثهم إلى البلاد وهناك 150 منهم مازالوا يقومون بأفعال وعمليات إرهابية.
وتعتبر السجون البلجيكية وكراً كبيراً للجماعات المتطرفة في القارة العجوز، خاصة «داعش»، ففي 5 حزيران 2018 أعلن التنظيم الإرهابي عبر ما يُسمى مجلة «النبأ»، أحد الأبواق الإعلامية التي يمتلكها، أن «بنجامين هيرمان» منفذ العملية الإرهابية الأخيرة التي تمت يوم 29 أيار 2018 في مدينة لييج شرقي بلجيكا، كان أحد العناصر الإرهابية الذين انضموا للتنظيم مجدداً، على يد أحد أعضاء «داعش» داخل السجون البلجيكية.
و«بنجامين هيرمان»، أحد المجرمين المسجلين فى الفئة «خطر»، بالسجون البلجيكية، وسجن أكثر من مرة، آخرها في سجن «لانفين» شرق بلجيكا، وقام بتغيير اسمه من بنجامين إلى «بكر»، ثم بدأ يتقرب إلى العناصر المتطرفة المسجونة.
ولم يكن «بنجامين هيرمان» هو الأول الذي خرج من سجون بلجيكا متطرفا لينفذ عمليات إرهابية، فإذا تتبعنا تاريخ الإرهاب في بلجيكا فسنجد أن أغلب منفذي العمليات الإرهابية، كانوا في الأصل سجناء واختلطوا بمتطرفين، منهم الإرهابيان خالد وإبراهيم بكراوي، اللذان نفذا هجوماً مسلحاً على مطار بروكسل ومحطة مترو مالبيك يوم 22 آذار عام 2016.
وبالتقاطع مع ما سبق أكد وزير الداخلية البلجيكي «جان جامبون» في تصريحات سابقة له داخل البرلمان، أن هناك أعداداً كبيرة من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم «داعش» عادت إلى بلجيكا خلال عام 2017؛ بسبب الهزائم المتلاحقة التي تعرض لها تنظيمهم، وجميعهم أُلقي القبض عليهم وسُجنوا مع المتهمين الجنائيين، مشيراً إلى أن هناك نحو 40% من عناصر«داعش» العائدة من سورية والعراق إلى بلجيكا يقبعون داخل السجون.
كما يبلغ عدد العناصر الإرهابية الذين يحملون الجنسية البلجيكية وانضموا إلى «داعش» في سورية والعراق خلال عامي 2013 و2014، نحو 457 بلجيكياً، أغلبهم من النساء والأطفال، عاد منهم ما يقرب من 121 عنصراً إلى بلجيكا، و44 منهم داخل السجون، وذلك بحسب تصريحات المسؤولين في الحكومة البلجيكية.
وبحسب عدة تقارير إعلامية وأجنبية، فإن العناصر التابعة للجماعات المتطرفة تجتهد وتنشط داخل السجون في بلجيكا؛ بهدف إقناع السجناء الجدد بالانضمام إليها، من خلال بث عدة معانٍ وأفكار، وفي هذا الصدد نشر مركز دراسات الأمن الدولية للخدمات المتحدة في لندن، دراسة سماها «ماض إجرامي»، تحدث فيها عن مستقبل الإرهابيين الأوروبيين، وأكدت تلك الدراسة أن السجون الأوروبية توفر إمدادات جاهزة من الشبان الغاضبين والمتمردين؛ من أجل الانخراط في الإرهاب.
وقام عدد من الباحثين الذين أعدوا الدراسة، بتحليل شخصية ما يقرب من 79 إرهابياً أوروبياً، أغلبهم لهم ماض إجرامي، ومعظمهم من بلجيكا وبريطانيا والدانمارك وفرنسا وألمانيا وهولندا، وجمعيهم إما سافر للقتال أو تورط في مخططات إرهابية بأوروبا.
وكالات- الثورة
التاريخ: الأربعاء 5-12-2018
رقم العدد : 16853