يغبّر نتنياهو في الميدان.. يريد الحرب ويخشاها.. يتراجع قليلاً ويهجم قليلاً باحثاً عمن يورّطهم معه في اصطياد غبار الحرب .. رفع صوته وخفضه ..
سمى العملية العسكرية التي زعم أنه ينوي خوضها وتراجع .. ليقول: إنها مجرد نشاطات على الجبهة الشمالية وخارج الأراضي اللبنانية..
أتراه أيقظه المعلم الأميركي.. أن كفّ عن هذا الجنون..؟؟!!
يبحث عن أنفاق توصل إيران إليه وتوصله بالمخالفة إلى إيران.. وإيران ثابتة في موقعها.. واضحة على الخريطة.. ولعلها الوحيدة مع حلفائها في المنطقة الذين يعرفون الهدف والمسار إليه.
بالتالي لن تلعب لعبة المتاهة والدوران في الأنفاق.
هل ثمة أنفاق حفرتها المقاومة وحزب الله توصلهم إلى قلب فلسطين المحتلة.. ؟ قد تكون.. لكن المؤكد أن عقل نتنياهو ومعه الدماغ الاسرائيلي ككل خردقته خروقات حزب الله، فتحولت حياتهم إلى هواجس.. لا تتوقف..
هواجسهم امتدت إلى عديد الدول العربية ووصلت واشنطن ولم تمر فوق أوروبا بل عبرها.. الأوربيون يطالبون اليوم بجلسة لمجلس الأمن لدراسة هواجسهم حول التطور الصاروخي الإيراني.. يلفت النظر هنا الموقف الفرنسي الذي يرى أن المنتج الصاروخي الجديد في إيران مقلق.. وأنها – أي فرنسا – تخشى على الاستقرار … ؟! طبعاً تعني الاستقرار في المنطقة.. لا يمكن أن تكون تخشى على الاستقرار في فرنسا وهي منشغلة كثيراً في إيجاد حل يرضي السترات الصفراء.. وربما قد تتعدد ألوانها..
حالة الهلع المعلنة في العالم.. منها ما هو نفاق ومنها ما هو حقيقي.. اليوم هناك تحالف أوروبي جديد للهجوم سياسياً على روسيا « حرب باردة «.. يأتلف بالتأكيد مع المواقف الأميركية من روسيا والصين وفنزويلا والمكسيك وكوريا .. إلخ .. ولم يعد أحد.. يفهم إلى أين. ؟! .. ومنها – أعني هذه الحالة – ما هو خوف حقيقي..
مما ..؟! وعلى ماذا.. ؟!
من كل متحدً بإرادة، لسياسة استعمارية حقيقية حديثة يحاولون دفعها للأمام.. ومهما كان مستوى التباين في القوة المتوزعة على عديد الجبهات والتحالفات في العالم.. يكفي لجبهات المقاومة لهذه السياسة التي يبدو أنها لن تمر أن تعلن عن إرادتها بالمقاومة .. حتى يكون الخرق في الدماغ الاستعماري والأنفاق التي توصل إلى نقاط القوة لدى إرادة الاستعمار الحديث الجديدة..
ستكثر الهواجس وسينتصر من يسيطر على هواجسه..
أشك أن إسرائيل انتصرت يوماً على العرب.. فقط العرب انهزموا.. كما ينهزمون اليوم.. إيران وحزب الله يؤكدان هذه الحقيقة وهو بعض من سرّ العداء لهما.
as.abboud@gmail.com
أسعد عبود
التاريخ: الأربعاء 5-12-2018
رقم العدد : 16853