حكومة ماكرون تترنح على وقع الغضب الشعبي.. الشرطة تتمرد وتنحاز لـ «السترات الصفراء».. والطلاب والسائقون والمزارعون يتوعدون!!
يبدو أن مستقبل الحكومة الفرنسية بات على المحك، ولم يعد الفتات الذي تعد فيه مواطنيها ينفع لكبح جماح الغضب الشعبي ضدها، والذي من المحتمل أن يمتد ليشمل دولا أوروبية أخرى تئن شعوبها تحت وطأة سياسات حكوماتها الخاطئة،
التي تتجاهل المعايير الإنسانية والحقوقية التي تتمترس خلفها، عندما تريد تحقيق أجنداتها العدوانية ضد دول أخرى خارج مرمى تبعيتها.
فرغم تجميد الضرائب على الوقود، لم يشفع رضوخ الحكومة الفرنسية للمحتجين بتهدئة حالة الغليان الشعبي ضد سياسات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ويبدو أن نطاق الاحتجاجات سيتسع بعد غد السبت، بعد تأكيد «السترات الصفراء» أن مطالبها لم تتحقق لبدء حوار مع الحكومة وأنها ماضية في مطالبتها برحيل ماكرون، وبالتخلي النهائي عن الضرائب على الوقود وزيادات الأسعار، وليس فقط تجميدها، وتحسين الوضع المعيشي للفرنسيين من خلال زيادة ملموسة في الرواتب، لتأتي الشرطة الفرنسية التي قمعت الاحتجاجات الماضية، ولتفجر مفاجأة من العيار الثقيل ستثقل كاهل ماكرون، بإعلانها هي الأخرى إضرابا عن العمل يوم السبت، تضامنا، ودعما لاحتجاجات «السترات الصفراء، التي انضم إليها أيضا طلاب من نحو مئة مدرسة ثانوية في جميع أنحاء فرنسا ضد القرارات الجديدة حول التعليم والامتحانات.
فيوم غد السبت ستكون فرنسا على موعد آخر من الاحتجاجات الواسعة للمطالبة بحقوق مشروعة انتزعتها منهم حكومات بلادهم على مدار السنوات السابقة، والمفاجأة الأكبر هي انضمام الشرطة الفرنسية لتلك الاحتجاجات، حيث قال الأمين العام لنقابة الشرطة الفرنسية ألكسندر لنغلو أمس إن النقابة بصدد تنظيم إضراب عن العمل بعد غد السبت دعما لاحتجاجات «السترات الصفراء»، ضد زيادة أسعار الوقود.
وصرح «لنغلو»، لموقع إخباري محلي، بأن «مطالب السترات الصفراء، تهمنا جميعا، وحان الوقت للتضامن معهم بشكل قانوني… موظفون إداريون وتقنيون وغيرهم من العاملين في وزارة الداخلية سيشاركون في الإضراب».
ويأتي قرار أقدم نقابة لموظفي وزارة الداخلية في البلاد، رغم إعلان الحكومة إلغاء الضرائب على وقود السيارات التي كان مقررا فرضها خلال العام المقبل 2019.
كذلك دعت شرطة باريس أصحاب المحلات لتجارية في جادة «الشانزليزيه» إلى إغلاق محلاتهم بعد إعلان «السترات الصفراء» إصرارها على التظاهر، واتساع حركة الاحتجاج لقطاعات أخرى.
وصرحت مديرية شرطة باريس على حسابها في موقع «تويتر»، «ندعو أصحاب المحال التجارية في الشانزيليزيه لإغلاق محالهم يوم السبت المقبل تحسبا لمظاهرات السترات الصفراء».
وبوقت سابق من أمس أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إدوار فيليب عن نشر 65000 شرطي وعنصر أمني على كافة الأراضي الفرنسية تحسبا للمظاهرات الاحتجاجية.
ووفقا لصحيفة «لوفاغارو فقد صدرت تعليمات لموظفي إحدى الوزارات بعدم التواجد في مكان العمل أثناء عطلة نهاية الأسبوع».
حكومة ماكرون لا تواجه فقط حركة السترات الصفراء فقد خرج أيضا طلاب من نحو مئة مدرسة ثانوية في جميع أنحاء فرنسا ضد القرارات الجديدة حول التعليم والامتحانات وقاموا بإغلاق الطرق المؤدية إلى العديد من المدارس إضافة إلى بعض الجامعات وخاصة باريس الثالثة وتولبياك اللتين توقفت فيهما الدراسة إذ ينتقد طلبتهما وطلبة الجامعات الأخرى الرفع الكبير لرسوم التسجيل بالنسبة للطلبة الأجانب التي بلغت 16 ضعفاً.
سائقو الشاحنات أيضا لم يكونوا بمعزل عن هذا الحراك فقد هددت نقابتا «سي جي تي» و»قوة عمالية» بالدخول في إضراب لا محدود ابتداء من يوم الأحد المقبل لشل البلد في حال عدم زيادة رواتبهم كما أن مربي المواشي سيتظاهرون أيضاً الأسبوع المقبل للتنديد بضعف القدرة الشرائية للمزارعين الفرنسيين.
في الأثناء قررت ثلاثة أحزاب يسارية فرنسية تقديم اقتراح لحجب الثقة عن الحكومة على خلفية الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب احتجاجات «السترات الصفراء».
وبحسب قناة «بي.إف.إم»: قرر الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي وحزب «فرنسا الأبية» تقديم اقتراح حجب الثقة بعد «فشل الحكومة» في إدارة الأزمة التي تعيشها البلاد منذ ثلاثة أسابيع.
وفي هذا الصدد صرح أمين عام الحزب الاشتراكي أوليفييه فور قناة «بي.إف.إم» قائلا: سنقدم اقتراح حجب الثقة عن الحكومة الفرنسية يوم الاثنين المقبل.
من جهته قال النائب عن حزب فرنسا الأبية هوغو بيرناليسيس: سنحاول إقناع باقي البرلمانيين لكي ينضموا إلينا في اقتراحنا لحجب الثقة.
بالتوازي أعرب مصدر في قصر الإليزيه وفق ما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية عن مخاوف من وقوع أعمال عنف واسعة خلال الاحتجاجات الشعبية المرتقبة يوم السبت المقبل مهددا من خلال ذلك المحتجين بقمع تحركهم.
التاريخ: الجمعة 7-12-2018
الرقم: 16855