لاشك أن الفن التشكيلي السوري قد حقق عبر سنوات طويلة حضوراً سورياً وعربياً وعالمياً من خلال فنانيه الذين قدموا مختلف أشكال التعبير الفنية متكئين على حضارة عمرها آلاف السنين فكانت أعمالهم قادرة على البقاء والاستمرار.
ولأن سورية كانت ولاتزال بوابة الشرق ومهد الحضارات, نشهد اليوم فعالية إبداعية تقيمها وزارة الثقافة تحت عنوان (أيام الفن التشكيلي السوري) تتضمن تكريم مجموعة من الفنانين وإقامة أكثر من معرض وورشات تفاعلية في كليات ومعاهد ومراكز الفنون في المحافظات… الخ.
من حيث المبدأ لهكذا فعالية ايجابيات عدة في طالعها إنعاش الفن التشكيلي من جديد وإخراج النتاج الإبداعي التشكيلي من أروقة المستودعات لتكون أمام محبي هذا الفن العريق, بالإضافة إلى التكريم والتعريف بمدى فاعلية نتاج البعض من الفنانين الرواد والمخضرمين في المسار التشكيلي.
وإذا ماتحدثنا بطريقة أخرى فمن حق الشباب الذين يسيرون على هذا الطريق الشاق أن يجدوا فرصة للمشاركة أو عرض نتاجهم أو الحوار مع أساتذة كبار الأمر الذي سيضفي طعمأً آخر على المشهد.
من هنا يمكن القول: إن أيامنا التشكيلية القادمة لابد من الوقوف عندها والتغلغل في تفاصيلها والمناقشة مع مَن يديرها والأهم أن يتم تقديم مناقشات ومقترحات ورؤى والوصول إلى حلول ترتقي بالفن التشكيلي السوري المتجذر في هذه الأرض.. وإلا لن تكون الفعالية إلا محطة عابرة وستنتهي بانتهائها !!
دعونا نؤكد على أهمية (أيام الفن التشكيلي السوري) وأننا مسؤولون جميعاً عن نجاحها قولاً وفعلاً وتكريساً, إيماناً منّا أن الفن كما قال أحدهم: «ستبدأ الإنسانية بالتحسن عندما نأخذ الفن على محمل الجد كما الفيزياء أو الكيمياء أو المال».
ammaralnameh@hotmail.com
عمار النعمة
التاريخ: الأربعاء 12-12-2018
الرقم: 16858