العودة إلى دمشق

تتناول العديد من وسائل الإعلام أخباراً وتحليلات عن قرب إعادة فتح سفارات بعض الدول العربية وغيرها في دمشق بعدما انساقوا في طريق القطيعة معها واغلقوا أبوابهم على انفسهم لسنوات سبع ليكتشفوا أنهم بمحاولة عزل دمشق إنما عزلوا انفسهم.
الوفود العربية التي تزور سورية نقابية كانت أم أهلية أم إعلامية ترفع الصوت بأن الخطأ الذي ارتكب بحق دمشق ينبغي أن يصحح، وأنه لامجال لبقاء الخطوط مقطوعة مع عاصمة العروبة التي حمت العرب من تداعيات إرهاب لو كتب له النجاح لكانت شعوب المنطقة في مهب الريح.
العودة إلى دمشق تعكس قوتها ومسار انتصارها على تحالفات دولية مع الإرهاب، وأولى بوابات العودة من الأردن فالعبور إلى دمشق عبر معبر نصيب أظهر بشكل واضح ان الأشقاء الاردنيين هم الذين كانوا محاصرين ومعزولين وليس دمشق، وكشف تدفق السلع السورية بكافة اشكالها إلى الأردن ظمأ الأشقاء لخيرات سورية التي تفيض على الجوار رغم السنوات العجاف.
سورية تعيش للمستقبل مستندة إلى تاريخها العروبي العريق، تسامح لكنها لا تنسى فالصفحات السوداء التي كتبها بعض مسؤولي الدول العربية مع دمشق لايمكن محوها من جنبات التاريخ، ولا من ضمير السوريين الذين طعنوا في الصدر مرة وفي الظهر ألف مرة. ودمشق التي احتضنت العرب من المغرب إلى المشرق بالتأكيد قادرة على طي صفحة السواد مع الشعب العربي وتبدأ صفحة جديدة يكتبها النبض العربي الواحد والوجع العربي الواحد مهما فرقته الحكومات بإملاءات معروفة.
المحاولات الأمريكية التركية لتخريب مسار النصر والتعافي السوري عبر تعطيل مسار آستنه وسوتشي، وإطالة أمد الحرب من خلال إعادة ضخ الدماء في عروق الإرهاب، ومحاولة خلق وقائع على الأرض وانشاء ميليشيات لتقسيم الجغرافيا السورية لن تنجح في وقف عجلة النصر، ولن تمنع انهيار ما تبقى من المجموعات الإرهابية أمام الجيش العربي السوري، ولاشك أن من يرتهن للأمريكي والتركي ويعش على أوهام غرسوها خلال السنوات السبع الماضية سيفيق على خيبته مكسوراً مهزوماً.
العودة إلى دمشق بدأت مع انتصارها، بشروطها وإرادتها، بقوتها وثباتها والجميع اليوم يعيد قراءة المشهد وفق متغيرات الواقع الذي رسمه أبطال الجيش العربي السوري في جميع الساحات، وخيارات التخريب التي يقلبها دونالد ترامب ليست سوى محاولة لذر الرماد في العيون.
عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 12-12-2018
رقم العدد : 16858

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً