ترقب وانتظار هو الوصف الأمثل للحالة التي يعيشها الشارع السوري بهذه المرحلة بالذات بعد جرعة المسكنات، على أمل أن نصل لمعالجات فورية ودائمة لسلسلة الأزمات المعيشية
التي يعيشها حتى لا يكاد ينتهي من واحدة ليدخل في دوامة أزمة جديدة.
طوال الحرب المفروضة على بلدنا ومع تفاقم التأثيرات السلبية لها على واقع ومعيشة الناس لم يكن بعيداً عن إدراك وفهم المواطن مدى الضغط الذي تتكبده الدولة جراء العقوبات الاقتصادية وقلة الموارد لتأمين استمرار عمل أجهزتها ومؤسساتها ولكن بالمقابل بات بحكم المؤكد أيضاً بالنسبة له أن الأجهزة التنفيذية لم تتمكن حتى الآن من توظيف أو استثمار الموارد القليلة بالشكل الأمثل والفاعل وضمن قنواته الصحيحة والمحققة للجدوى، ولعل ضياع بوصلة تحديد أولويات العمل والمشاريع والخطط للمرحلة الحالية والقادمة من أيدي المسؤولين وفي مختلف المستويات وما نتج عنها بشكل طبيعي من قرارات وتوجهات خاطئة خيرشاهد.
وما فاقم من الوضع تصدع جدار الثقة بين المواطن والمسؤول وهو أمر ساهمت به بشكل كبير التصريحات المستفزة وغير المنطقية من بعض المسؤولين والتي جعلت الناس تعتقد أن الحكومة تمتلك مفتاح حل جميع أزماته ولكنها تمتنع عن استخدامه بما يزيح عن كاهله الهموم والمعاناة الحياتية، وزد على ذلك أن العمل الجيد وهو موجود ولو في مساحات قليلة لم يعد يقدر لا بل ينظر له بعين الحذر.
من هنا فإن خط مسير عمل وأداء مختلف الأجهزة التنفيذية للمرحلة الحالية والقادمة لا يفترض أن يحيد عن خط رسمته بكل وضوح القيادة السياسية وفي رأس أولوياته اعتبار خدمة المواطن أساساً ومنطلقاً لأي قرار أو برنامج عمل على أن تكون الشفافية والوضوح في التعامل مع الناس سمة العلاقة بين المواطن والمسؤول .
هناء ديب
التاريخ: الخميس 13-12-2018
الرقم: 16859