كل ما تم ويتم من أعمال في مرفأ طرطوس على مدى سنوات عديدة ماضية في إطار تطويره وجعله منافساً لمرافئ الدول المجاورة غير كاف على الإطلاق..
فالحل الجذري والاستراتيجي لحاضر ومستقبل هذا المرفق المهم جداً لإعمار ما دمره الإرهاب في بلدنا أولاً، ولإستقطاب تجارة الترانزيت للدول المجاورة من خلاله ثانياً، يتمثل بتوسيع هذا المرفأ باتجاه الشمال بعد أن ثبت فنياً واقتصادياً عدم إمكانية التوسع به غرباً أو جنوباً.
صحيح أن تأهيل بناه التحتية الموجودة (أرصفة – صيانة المكسر – طرق – صرف صحي – قبابين – شبكات كهربائية وهاتفية – ساحات – مستودعات – معدات – تجهيزات) وأيضاً تأهيل كوادره الفنية والإدارية والبحرية بكل فئاتها، أمر ضروري ومطلوب وهذا ما عملت عليه الوزارة وإدارة الشركة خلال السنوات القليلة السابقة.. لكن الأصح أن ذلك لن يساهم في زيادة الغاطس (العمق) في أي نقطة من حوضه الحالي، ولا في استقبال البواخر التي تزيد حمولتها عن حد معين (حالياً لا يستطيع استقبال البواخر الكبيرة)، ولن يحقق له ميزات مهمة تجعله منافساً حقيقياً لمرافئ شرق المتوسط!.
في ضوء ما تقدم وغيره نؤكد مجدداً على حكومتنا ضرورة التحرك الجاد والسريع بالتنسيق مع الأصدقاء الروس للبدء بإجراءات وخطوات التوسيع المنتظر منذ أكثر من خمسة عشر عاماً خاصة وأن هذا المشروع أدرج في خطط شركة المرفأ السابقة، وتم إدراجه مجدداً في خطته لعام 2019 القادم، وتمت مناقشته مع الجانب الروسي خلال عدة اجتماعات بينه وبين إدارة الشركة التي زودته برؤية المرفأ الكفيلة في حال تنفيذها بأن يصبح هذا المرفأ منافساً قوياً للمرافئ المجاورة من خلال استقباله البواخر ذات الغواطس الكبيرة (بعمق لا يقل عن 16 متراً) وزيادة طاقته التصميمية لتصل لنحو أربعين مليون طن إضافة لنحو اثنين ونصف مليون حاوية في العام..الخ
ونختم بالقول إن هذا المنفذ البحري المهم لسورية على العالم سيبقى في وضع غير مقبول إلى أن يتم إنجاز التوسيع اللازم له علماً أن الجدوى الاقتصادية وغير الاقتصادية لمشروع التوسيع كبيرة جداً مهما كانت تكاليفه المالية.
هيثم يحيى محمد
التاريخ: الخميس 13-12-2018
الرقم: 16859