ألوان من الحب والفرح في ثقافات السوريين تزين شوارع وأزقة المدن والبلدات.. وتعيد الألق لسورية الذي اغتالته يد الظلاميين لسنوات عدة..فيعرش الفرح والأضواء من جديد في الساحات السورية احتفاء بأعياد الميلاد ورأس السنة, وإشعال الشموع على روح من رحلوا ليضيؤوا قلوب من بقي من أطياف الشعب السوري..
تأصيل مفاهيم التنوع الثقافي وغناه تترجمها احتفالات السوريين بكل الأعياد معا، كما هو الحال في عيد البربارة الذي تختلط فيه الطقوس الدينية بالتقاليد الشعبية المحلية ويحتفي به السوريون كغيرهم في بقية البلدان المجاورة معا.
في النصف الأول من كانون الأول إحياء لذكرى القديسة المحسنة التي كانت تجمع الغلال من الميسورين لتوزعها على الفقراء، يكاد لايخلو بيت سوري من إعداد الطبق الخاص بهذه المناسبة (هريسة البربارة) وهو سلق القمح وتبادل الأطباق بين الأهل والجيران.
ليست الآداب والفنون بمختلف أشكالها كالموسيقا والرقص والسينما والمسرح والتصوير والنحت والعمارة وحدها من يُكسب الشعوب تنوعاً وغنىً ثقافيا، فالتشاركية في العادات والتقاليد وممارسة الطقوس والشعائر التي تأخذ طابعا دينيا وثقافيا معا لتصبح إرثا إنسانيا وقاسما مشتركا بين مختلف الشعوب والأمم, يعزز فكرة التنوع الثقافي والقيم الإنسانية المشتركة المستمدة من المبادئ الدينية والمستوحاة من الثقافات المتعاقبة.
من هنا تأتي أهمية حماية تنوع أشكال التعبير الثقافي وحمايته من كل ما يتهدده من أخطار بما فيها العولمة الكاسحة للهويات والماحية للخصوصيات.
الاحتفالات الجماعية وبعض الأشكال الثقافية المصاحبة لها تؤسس لمنظومات ثقافية واجتماعية داعمة للتنوع الثقافي بعيدا عن أي أنظمة دخيلة حاولت أن تطال المجتمع السوري مؤخرا واتسمت بالسوداوية والانغلاق، الصورة فيها مليئة بالشك والكراهية والحقد والارتياب كداعش وغيرها من دول الإرهاب والدم والقتل لألوان وأطياف الحب والفرح عند السوريين.
رؤيـــــــة
هناء الدويري
التاريخ: الجمعة 14-12-2018
الرقم: 16860