تطورات متسارعة تشهدها المملكة المتحدة على خلفية اتفاق « بريكست « وما أفرزه من خلافات وانقسامات حادة في الشارع البريطاني
والحكومة على حد سواء , حيث تجري رئيسة الوزراء تيريزا ماي محادثات الفرصة الأخيرة مع القادة الأوروبيين في بروكسل في مسعى لإنقاذ اتفاق بريكست ومسيرتها السياسية على حد سواء.
وتحتاج ماي التي نجت من حجب الثقة عنها في تصويت نظمه نواب حزبها المحافظ مؤخراً إلى تحويل النصر الذي حققته بفارق ضئيل في الداخل إلى فوز في الخارج.
وأعد باقي أعضاء الاتحاد الأوروبي بياناً من ست فقرات أعربوا عن أملهم بأن يقدم تطمينات بشأن المخاوف مما يسمى خطة «شبكة الأمان» المرتبطة بحدود إيرلندا الواردة في اتفاق بريكست , وهو ما قد يساعد في إقناع البرلمان بالموافقة عليه.
وقال المفاوضون إن القادة يرغبون بالاستماع إلى ماي لمعرفة ما يمكنهم تقديمه إليها في إطار وثيقة على شكل بيان ، لكنهم يصرون على أنهم لن يعاودوا التفاوض على اتفاق الانسحاب ذاته المكون من 585 صفحة.
وبحسب دبلوماسيين أوروبيين ، سيعلن بيان القمة المقترح أن أي شبكة أمان لن تطبق إلا لفترة قصيرة وبما تمليه الضرورة القصوى.
لكن ذلك لن يشكل تعهداً ملزماً من الناحية القانونية ، وهو ما يطالب به أنصار بريكست بعدم استخدام مسألة الحدود الإيرلندية لربط بريطانيا بالاتحاد الجمركي لأمد غير محدود.
إلا أن المسؤولين الأوروبيين العازمين على البقاء أوفياء لجمهورية إيرلندا ، الدولة العضو في الاتحاد الاوروبي ، أصروا علناً وفي جلساتهم الخاصة على ضرورة بقاء شبكة الأمان , وقال أحدهم : لا مكان لفكرة تاريخ انتهاء صلاحية شبكة الأمان.
وبذلك سيهيمن ملف بريكست مجدداً على قمة الاتحاد الأوروبي التي كان من المفترض أن تتعامل مع مسائل شائكة على غرار الهجرة والميزانيات ومنطقة اليورو.
وتعهدت ماي بإجراء التصويت في مجلس العموم على مسودة الاتفاق قبل 21 كانون الثاني , بحسب جدول أعمال نشرته وزيرة الشؤون البرلمانية أندريا ليدسوم أمس , لكن احتمال رفضه من قبل النواب لا يزال قائماً ، وهو ما قد يدخل عملية بريكست في أزمة جديدة.
من جانبه زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين صرح بأن حكومة تيريزا ماي في حالة فوضى ، ونجاتها من حجب الثقة كزعيمة للحزب المحافظ لن يؤثر على حياة المواطنين.
وقال كوربين : إن على البرلمان البريطانى أن يستعيد السيطرة على عملية خروج البلاد من الاتحاد الأوروبى وذلك بعد أن نجت رئيسة الوزراء تيريزا ماي من تحدٍ لزعامتها للمحافظين من جانب مشرعين من داخل حزبها يعارضون خطتها للانسحاب , معتبراً أن فارق الـ 83 صوتاً الذي حصلت به ماي على ثقة حزبها ضئيلاً جداً بالنسبة للحديث عن سيطرتها على الحزب.
وأكد كوربين استعداد حزبه لقيادة البلاد والتوصل إلى صفقة مع الاتحاد الأوروبي بشأن ظروف انسحاب بريطانيا منه.
إلى ذلك نشرت صحيفة الغارديان تقريراً لهيثر ستوريت بعنوان « فشل انقلاب المحافظين ، لكن نسبة المعارضة في الحزب تسيء لماي».
وقالت كاتبة التقرير إن رئيسة الوزراء تيريزا ماي نجت من التصويت بسحب الثقة عنها في حزب المحافظين إلا أن أكثر من ثلت حزبها صوت ضدها ، مما يعيق إمكانية تمرير اتفاق (البريكست) في البرلمان.
بدورها صحيفة « آي» نشرت مقالاً لكاتي بولز قالت فيه : إن رئيسة الوزراء البريطانية حققت فوزاً أجوفاً في التصويت على سحب الثقة عنها من حزب المحافظين.
وأضافت أن نتيجة هذا التصويت تعني أن ماي ستبقى في منصبها لكن من دون سلطة على مستقبلها ، مشيرةً إلى أنها ستحتفظ بمنصبها زعيمة للحزب لمدة عام على الأقل.
وأردفت أن العديد من النواب أكدوا أنه يتوجب على ماي الاستقالة بسبب عدد الأعضاء 117 الذين طالبوا بسحب الثقة عن قيادة الحزب.
وكانت رئيسة الوزراء البريطانية وزعيمة حزب المحافظين تيريزا ماي قد تمكنت من الحفاظ على مناصبها بعد انتهاء التصويت داخل حزبها على اقتراح بسحب الثقة عنها , وحصلت على تأييد 200 نائب محافظ في البرلمان مقابل اعتراض 177. وذكرت تقارير إعلامية أن ماي تعهدت للمحافظين بأنها لن تترشح لزعامة الحزب في انتخابات 2022، مقابل دعمهم لها في التصويت على سحب الثقة عنها.
التاريخ: الجمعة 14-12-2018
الرقم: 16860