حينما بدأت العصابات الإرهابية عدوانها على وطننا استهدفت منارات العلم والفكر بوصفها النواة الأساسية لبناء الإنسان، فاتخذت من المدارس مقرات لها لممارسة التعذيب والسجن من جهة
ونشر الفكر الظلامي التكفيري من جهة أخرى، وهذا ما رأينا آثاره بعد تحرير مدينة حلب من الإرهاب حيث عبارات التكفير مخطوطة على الجدران وأعمدة المشانق موزعة في الساحات وفي القاعات.
ومن خلال جولات على الأحياء المحررة يلاحظ القاصي والداني وذو البصر والبصيرة أن تلك العصابات وأعوانها لم يجرّوا على البلد إلا الويلات والدمار والخراب لكل مامن شأنه بناء الوطن والإنسان، ولكن لأن إرادة الحياة هي الأقوى كان القطاع التربوي سباقاً لأخذ دوره المنوط به في بناء الإنسان، وكان لدى سكان تلك المناطق رغبة جامحة للبدء بمسيرة العلم والتعلم بعد جهل استمر قرابة خمس سنوات عملت خلالها تلك العصابات على تدمير البناء البشري وهدم أركانه.
حول دور القطاع التربوي في إعادة الإعمار أوضح مدير التربية بحلب إبراهيم ماسو في حديثه لصحيفة «الثورة» أن المديرية ومن خلال الدعم الحكومي والمتابعة من قبل القيادتين السياسية والإدارية في حلب قامت بترميم وتأهيل المدارس المتضررة ووضعها في خدمة العملية التعليمية، الأمر الذي أدى إلى زيادة في عدد التلاميذ. وكشف مدير التربية عن أن هذا التطور مكن من توجه 855 ألف تلميذ وتلميذة إلى امتحانات الفصل الدراسي الأول موزعين على 1225 مدرسة، بينما كان عدد التلاميذ في العام الماضي 500 ألف تلميذ موزعين على 565 مدرسة .
وختم ماسو حديثه ببيان خطة الإعمار للعام القادم والتي تصل لصيانة 175 مدرسة في المدينة والريف .
وخلال استطلاعات للرأي للعاملين في القطاع التربوي ولذوي التلاميذ وأبنائهم تمت الإشارة إلى أن المدارس هي منابر علم ومنارات هداية لتخريج جيل العلم والمعرفة والإيمان وهي في الوقت ذاته مصانع أبطال يرددون في كل صباح نشيد العزة والكرامة / حماة الديار عليكم سلام /.
حلب – فؤاد العجيلي
التاريخ: الأثنين 17-12-2018
رقم العدد : 16862