رؤية جديدة

ترتبط علاقة المواطنين بالأحزاب وفق مصالح ومعتقدات ومبادئ متداخلة ترتفع نسبة تداخلها أو تتراجع تبعاً لمدى فاعلية وتأثير هذه العوامل، فالعوامل التي كانت تحكم عمل ونجاح واتساع دائرة فاعلية حزب معين تختلف باختلاف الظروف التاريخية والسياسية والاجتماعية فضلاً عن الثقافة السائدة والمعتقدات وبروز عوامل انتصارات والوصول إلى حياة سماتها التقدم والازدهار والرفاه والبحبوحة مع وجود فرص عمل وتأمين شروط دراسية ملائمة للمواطنين وتحقيق التوازن في التنمية ما بين الريف والمدينة، إضافة إلى تنويع مصادر الدخل في ظل وجود قانون ضامن للحريات يحقق المساواة في التخاصم أمام القضاء وتنفيذ القرارات القضائية دون مشكلات أو عقبات .
وفوق كل هذه العوامل يبقى الاستقلال الوطني والتمتع بالسيادة الحقيقية أكبر العوامل التي تؤثر في قدرة الأحزاب على تحقيق أهدافها في الوصول إلى الشريحة المستهدفة من جمهور المنتسبين والمؤيدين المستعدين لدعم البرامج السياسية والاقتصادية والمشاريع التنموية والثقافية التي تتقدم بها الأحزاب في سعيها للوصول إلى مسؤولية القيادة للحكومة وهيئاتها المختلفة.
ولعل جميع الأحزاب في العالم تعاني من تراجعات في أعداد المنتسبين إليها نتيجة تراجع قدراتها في إقناع جمهورها المستهدف ببرامجها السياسية والعقائدية المطروحة، وهذا ما ينطبق بشكل كبير على الأحزاب العربية بالعموم والقومية منها خاصة إذ تراجع حضورها مع تراجع المد القومي نتيجة الحرب النفسية والغزو الإعلامي والثقافي واستخدام أساليب التمويل التخريبي لإضعاف تلك الأحزاب، الأمر الذي غدا حقيقة ملموسة على امتداد الساحة العربية، لكن الأحزاب ذات البنية الديناميكية تبقى تحمل في كينونتها القدرة على التجدد ومواجهة كل الظروف والمستجدات والضغوط وفضح الروايات والقصص الكاذبة حتى في ظل أقسى الظروف، كتلك الظروف التي يعيشها الوطن العربي في الوقت الراهن بعامة وسورية بخاصة.
وهنا قد تبدو فكرة التوجه إلى تحسين مستوى العلاقات الإنسانية والاجتماعية خطوة في الطريق الصحيح للرد على الأفكار التي تسوقها الإدارات الأميركية المتعاقبة ومحاولة إيهام العالم بأن العولمة الأميركية وحدها طريق الخلاص، وأن النموذج الأميركي هو النموذج المطلوب، ذلك أن الفكرة القومية وحدها ما يمثل الرد على تلك الإدعاءات وأن التمسك بالقومية وتعزيز حضورها الفاعل إنما يمثل الرد القادر على تخريب كل تلك المشاريع السياسية المحمولة ضمن أوعية ثقافية وفكرية تقدمها الإمبريالية كل فترة بهدف إحكام السيطرة على العالم كله وعلى مقدراته، ويحتل العرب والوطن العربي مكان الصدارة في تلك الحرب الثقافية والعقائدية والفكرية في زمن يتم الإيحاء فيه بسقوط الأفكار والنظريات القومية، فيما الهدف الحقيقي هو الخلاص منها وتدمير بنيتها من خلال تدمير تلك المجتمعات التي تشكل وحدة طبيعية وحقيقية يتم العمل على طمس عوامل وحدتها.
مصطفى المقداد
التاريخ: الأثنين 17-12-2018
رقم العدد : 16862

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة