مشهد ولا أروع ترسمه المعطيات الحالية، فالبلاد بدأت تتعافى وتبحث أفضل السبل لإعمار نفسها بأيدي أبنائها ومن شد على تلك الأيدي ووقف إلى جانبهم ثابتاً مقاتلاً مدافعاً يرد غائلة الإرهاب عن البلاد والعباد، لكون من أخلص في موقفه وبذل روحه ودمه لا بد ثابت وصادق كما هو حتماً مخلص في جهده للإعمار.
ولعله ليس بجديد ان المصارف باتت معتمدة كحجر زاوية في العملية التنموية المرافقة والمظللة لعملية الإعمار بما تضيق به خزائنها من أموال عامة وخاصة على حد سواء تتلهف لتنطلق في أوصال الاقتصاد الوطني محققة العائد للبلاد والأفراد الذين أخلصوا وبقيت أموالهم ضمن بلادهم في صناديق المصارف واضعين إياها تحت تصرف سورية في أحلك الظروف وأشدها دون خوف أو حسبان لكل هواجس من كان مهزوزاً.
بقي المخلصون على ثقتهم بسورية ولم يسحبوا كمن هاله القادم وفضّل النقد على سورية وبقيت أموال المخلصين في المصارف وبالعملة الوطنية صابرين على ما أصابها من تضخم أكل قدرتها الشرائية ووزنها النوعي في مرحلة من المراحل، في حين كان بإمكانهم تفضيل أنفسهم على رمز اقتصاد البلاد حتى لا تصيبهم الخسارة، الأمر الذي يجعل من صمودهم المستمر حتى اليوم حالة فريدة تستوجب التكريم.
من تاب وعاد استقبلناه وصفحنا عنه وهذا هو ديدن الدولة الراسخة وفرقها عن الدول الهزيلة ومن أخرج ماله وأعاد بعضه لا لمساهمة منه تجاه البلاد بل ليستثمر ويربح عاد دون أي عقبات، ليكون من غامر بجنى عمره ومستقبل أولاده فريداً يستوجب التكريم، فاحتساب تلك الأرصدة التي بقيت رمزاً لثقة المواطن بسورية بسعر منطقي يعادل ولو نصف ما كانت عليه يوم السحب الكبير هو أمر منطقي يحمل الكثير من المعاني.
لن يكون المبلغ كبيراً لو مُنحت أسعار فائدة تفضيلية لبعض الحسابات المستمرة وتحديداً خلال ذروة الازمة لحسابات الأفراد او الجمعيات السكنية التي يشكل محدودو الدخل سوادها الاعظم وشبيهاتها أسوة بما يقدم من تسهيلات للصناعيين والتجار والمستثمرين.. ولو من باب الامتنان.
مازن جلال خيربك
التاريخ: الأحد 23-12-2018
الرقم: 16867