في متوالية الأحداث الجارية وضمن ما يشهده الشرق من تحشيد عسكري وصخب إعلامي، ورغم كل عواصف الغبار التي يتم إثارتها للتشويش والتمويه على حقيقة وحيثيات المشهد لجهة الغايات المبطنة والدوافع الأساسية لنية الانسحاب الأميركي من سورية،
الخبيث بغاياته والملغوم في توقيته، ثمة إرهاصات لمرحلة جديدة رغم كل هذا التسعير والضجة التي يجري رفع إيقاع صخبها في الشرق السوري، فالنهايات الارهابية تبدو الآن جلية أكثر من أي وقت مضى ، وما هذه الجلبة المفتعلة إلا ضجيج مضخم للتغطية على حالة الانكسار والتشظي الإرهابي واستماتة الخاسر في مساحة من وهم لتغيير المعطيات على الأرض.
ليس ضبابياً ما يتم تسويقه من نيات معقودة لانسحاب أميركي مفاجئ وسريع من الأراضي السورية وليس مبهماً في دوافعه وأسبابه وإن كان يبدو للكثيرين غامضاً في تفاصيله وتجلياته ومصداقية تنفيذه، لكن المتمعن جيداً في خلفيات القرار الأميركي الصادم لحلفاء واشنطن وأدواتها حد الضربة القاضية لأوهام البعض الانفصالي ، يدرك أن واشنطن تعي جيداً أن لا طائل من بقائها، وإن كل مناوراتها ليست إلا لعباً على حبال اللاجدوى واستطالة من جنون، وإن بقاء قوات احتلالها على فوهة بركان يغلي بالشرق ستطولها حممه فعل حماقة وانتحار معلن لن يجرؤ ترامب على المغامرة الخطيرة به.
صدى الإعلان الاميركي كان صادماً لإسرائيل، فالنصر السوري مر في الحلق الصهيوني، ووقع الخبر على رؤوس متزعميها كالصاعقة نتيجة تحطم مشاريعهم على صخرة المقاومة والصمود السورية، وإن حاولت رش سُكر المكابرة وبهار الغطرسة على موت أمانيها ، فذهول الخيبة أدخلها في ارتباك وغيظ حاولت تجاوزهما بعدوان أحمق على ريف دمشق تلقت على إثره صفعة أكثر إيلاماً من الدفاعات السورية التي طال ردها الموجع محيط حيفا.
لعبة الشرور الإرهابية على الجغرافيا السورية أوشكت على نهاياتها، وإن كان البعض المتآمر والمنغمس في الحرب مازال يراهن على معجزة لن تحصل تنفخ في رماد الإرهاب ليستعر، وإن توهم اردوغان انه سيصول ويجول عدواناً بعدما تركت له واشنطن حبل الارهاب، الذي سيخنق تورم اوهامه قريباً، في صفقة مصالح رمت فيها بـ»قسد» في محرقة التخلي.
وحدها بنادق وخطوات الجيش من سترسم آفاق النصر وتستكمل تحرير الشمال والشرق السوريين، وسيبقى الصمود السوري أقوى من خبث المؤامرات، وما يزفه الميدان من بشائر هو فيصل الحسم القادم.
حدث وتعليق
لميس عودة
التاريخ: الجمعة 28-12-2018
الرقم: 16872