محطات من عام مضى تركت آثارها على السوريين جميعا، ليس عاما واحدا فقط لأنه لايمكن فصل هذا العام عما سبقه من أعوام ستة..كثيرة هي الأحداث التي مررنا بها، والتحولات والتحديات الكبرى التي نقلتنا من مكان إلى آخر، بين حرب وقتل وإرهاب وبين أمن واستقرار وانتصارات وأمل بالوصول إلى بر الأمان.
مبادئ وقيم وأفكار وأنشطة وفعاليات ومؤتمرات ومعارك على أرض الواقع أبهرت العالم وتركت السوريين مرة يشعرون بالقلق وعدم الاطمئنان ومرات بالنشوة والأمان وحب الحياة والسير قدما… لكن العبرة من كل ما مضى بقيت هي الأنفع، فالثابت من الأخلاق هو ماجعل للإنسان السوري قيمة مضافة أمام هجمة شرسة سخرت أفكارها وغاياتها وأهدافها البغيضة لقتل الثوابت عند السوريين ولكنها خسرت كل رهاناتها أمام معادلة الصمود السوري.
النزاعات التي مررنا بها ربما لم تنته بعد وما ندفعه من أثمان ونتائج لم يتوقف أيضا، لكننا نتوسم دوما السير نحو مستقبل أفضل نتجنب فيه الصراعات والحروب سواء منها المحلية أو الدولية ونخلق لأنفسنا فرصا أكبر عبر التنمية لأن البنى التحتية لدينا ليست بمعدومة ومانحتاجه بالفعل تكاملا أفضل لسياسات المعرفة وإحسان الدراسة والمعالجة والتطبيق لغنى المعارف الموجودة في مجتمعنا وبلدنا.. علينا أن نتعلم التفكير في مجالات المعرفة المختلفة وأن نشجع أنفسنا والآخرين على اكتساب آليات تعلّم مرنة للمضي قدما، والشك والتأقلم بأسرع مايمكن مع متطلبات المرحلة المقبلة وأن نتعلم مساءلة أنفسنا عن كل ماجرى ومامضى مع احترام الإجماع، والسماح لكل شخص من حولنا المحافظة على مستواه حتى لانتراجع أو نعود لما مضى، بدلا من أن نفرض كتلة محددة من المعارف على اختلاف أنواعها.
تحديات العصر تتطلب منا أيضا الإعداد لعلوم متنوعة ومختلفة وخلق حوار بين العلوم النظرية والطبيعة من جهة والعلوم الاجتماعية والإنسانية من جهة أخرى، خاصة أن الجسور بين تلك العلوم متصارعة دوما وشبه منقطعة، لأن دعائم المجتمع المعرفية لمستقبل تشاركي تتطلب التعبئة على كافة المستويات والجبهات.
كل عام والسوريون بأفضل حال ومآل لأنهم يستحقون الأفضل، ولأنهم الصامدون الثابتون على مواقفهم المشرّفة.. كل عام ونحن نسير نحو مستقبل أفضل وأكثر إشراقا فيه السلام والمحبة وعمار الكون.
رؤيـــــــة
هناء الدويري
التاريخ: الجمعة 28-12-2018
الرقم: 16872