أكثر ما يميز سورية واقتصادها التنوع والشمولية فلم يكن هناك اعتماد على مجال واحد اقتصادياً كما كان هناك اكتفاء ذاتي غذائي كان سبباً رئيساً في الصمود في وجه العقوبات الغربية والحصار وغيره من اوجه النفاق الغربي.
أدركنا منذ زمن أهمية الزراعة في الحياة السورية وهي البلد الزراعي أولاً حيث ثمة منظومة زراعية متكاملة منقطعة النظير في دول المنطقة وكانت النتائج مبهرة من حيث توفر مختلف السلع الغذائية والمحاصيل الاستراتيجية لتكون هذه المنظومة هدفاً للارهاب إلا أنه ورغم كل شيء لم نشهد انقطاع أي سلعة غذائية أو غياب أي محصول سواء أكان استراتيجياً أم لا.
بعد الانتصار والتحرير جهود كثيرة تبذل في إطار عودة المنظومة الزراعية كما كانت قبل الحرب ولعل القانون الأخير الصادر بخصوص القروض الزراعية خير دليل على هذا الدعم علماً أنه ثمة خطوات كثيرة صدرت في إطار دعم الزراعة والفلاح فالدعم الزراعي ومهما كبر يبقَ قليلاً إذا نظرنا في النتائج التي لا تنحصر بتوافر السلع باسعار مناسبة إنما تمتد لتشمل أهدافاً استراتيجية كتثبيت الفلاحين في أراضيهم وتنفيذ تنمية في مختلف المحافظات وهو أمر ما زالت الدولة تتكبد عليه الكثير من الأعباء والموازنات.
مهرجان صنع وزرع في سورية الأخير كان مميزاً خاصة مع المعرض الزراعي الذي اشتمل على مشاركات زراعية واعدة وتمتلك جودة جعلتها على رأس الصادرات السورية لدول مختلفة في الوقت الذي لا نعلم عنها شيئاً حيث يفاجأ الزائر بماركات محلية من زيت الزيتون الفاخر والذي يصدر لمجموعة من الدول ناهيك عن العروض والبيع المباشر بأسعار منخفضة والمنتجات الزراعية العضوية التي بدأت بأفكار بسيطة توجت بنتائج لافتة خاصة ان جزءاً من المعروض كان قد صنع من قبل عائلات وأسر ريفية وأيضاً جرحى الجيش وذوي الشهداء.
على الملأ
باسل معلا
التاريخ: الجمعة 28-12-2018
الرقم: 16872