في مشهد الاقتصاد العالمي لهذا العام نجد أن أميركا اضطرت إلى دفع مليارات الدولارات لتهدئة ـ تسونامي ـ أسواق المال الأميركية لتقول كلمتين فقط إن أميركا ستستمر في قيادة الاقتصاد العالمي، كما أن هذا الاقتصاد جر ذيول الخيبة إلى جميع الدول التي تدور في فلكه، فأوروبا أيضاً لم يكن وضعها بأفضل حال،
وإلا لما شهدت شوارع كثير من بلدانها هذا الضجيج ، واليوم تسعى هذه الدول الى بناء شراكات جديدة و تحالف مستقل عن الولايات المتحدة الأميركية المتأزمة اقتصادياً .
كما أن أسواق الخليج لم تسلم من هذه العاصفة ليصل الأمر إلى أسعار النفط والسلع الأخرى المتنوعة التي تشهد تذبذباً حاداً، رغم دفعها المليارات لداعميها الأميركيين للحفاظ على نفسها سياسياً واقتصادياً، و ربما يكون تسونامي يجتاح الليبرالية الرأسمالية التي دخلت الأسواق بذريعة أن السوق قادرة على قيادة نفسها وتصحيح أوضاعها، ولكن سياسة المضاربات التي انتشرت في جميع أنحاء العالم أدت إلى فوضى غير مسبوقة، وتابعت فصولها الكارثية بالعيش على حساب الفقراء ودول العالم الثالث.
ومع نهاية العام تشير كل الأرقام والوقائع إلى عجز في ميزانيات كبرى الدول الداعمة للحرب على سورية جراء تورطها في الارهاب، وعجزها عن الوفاء بالتزاماتها تجاه مجتمعها الداخلي، ومع هذه الأزمة عاش الخليج وبعض الدول العربية التي تدور في الفلك الأميركي سنوات عصيبة نتيجة ما يحدث في أسواق المال، ما يعني أن كل ما نراه من ناطحات سحاب وأسواق مال وأعمال يقوم على مجرد رمال يمكن أن تودي بها أي عاصفة .
ما نود قوله من هذا الكلام إننا في سورية ورغم أن أكثر ما يحدث من تداعيات اقتصادية في أغلب الدول الداعمة للإرهاب والدمار على بلدنا في خسائرهم لدعم الحرب ذهبت في الهباء، بقينا أفضل حالاً، وفي منأى عن هذه الأجواء المحفوفة بالتبعية و الشك والخوف من تذبذب الاقتصاد العالمي، وما ينقصنا اليوم اعتماد سياسة اقتصادية للنهوض، مع الاستعانة بالخبرات الوطنية، وهذا ما يدعم صمودنا الذي وقفت معه الدول الصديقة وصبر لأجله المواطن، ولأننا بدأنا بتخطي السنوات العجاف علينا أن نراهن على الأفضل في المستقبل .
الكنـــــز
رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 28-12-2018
الرقم: 16872