“رسالة سورية”

ينفذ الجيش العربي السوري خططه لفرض سلطة القانون والدولة على كامل التراب السوري وفق تكتيكات عسكرية تأخذ بعين الاعتبار الأولويات وفي مقدمتها حماية المواطنين السوريين و وقف نزيف دمائهم.
وفي هذا السياق واستجابة لنداء الأهالي، جاء دخول وحدات من الجيش إلى مدينة منبج السورية لتعود إلى ممارسة الحياة الطبيعية، ويعم الأمن والاستقرار فيها بعد سنوات من المعاناة من الإرهاب والتدخلات الخارجية التركية والأميركية.
ما أعلنه الجيش السوري في بيانه حول دخول وحداته إلى إدلب وخاصة تضافر جهود أبناء الوطن في صون السيادة الوطنية هو رسالة واضحة إلى كل التشكيلات المسلحة غير القانونية المنتشرة شمال شرق سورية لنزع ذريعة العدوان التركي، الأمر الذي يجنب الأهالي المزيد من المعاناة وفي نفس الوقت يسهم في تقصير أمد الحرب الإرهابية على سورية.
وكذلك الأمر يحمل تأكيد بيان الجيش على الاستمرار بعملياته للقضاء على الإرهاب في كل شبر من سورية رسالة قوية إلى كل الدول التي تتذرع بالإرهاب للتدخل في الشأن السوري دون إذن من الحكومة السورية، إن هذه المهمة هي من شأن الدولة السورية، وإن المطلوب من الدول التي تعبر عن قلقها من خطر الإرهاب أن تسهم بذلك وفق القانون الدولي وأن توقف دخول الإرهابيين من أراضيها إلى الداخل السوري.
من المهم جداً أن تفهم القوى السياسية التي تعول على الخارج لتحقيق أوهامها على الحدود السورية التركية والتشكيلات المسلحة غير القانونية هناك، التطورات الجديدة في تلك المنطقة وتعيد حساباتها جيداً لتصب في مسار الدولة الهادف إلى صون وحدة التراب السوري، وعدم التعويل على أي وعود جوفاء من تحالف واشنطن أو غيره.
إن الأقدام اليوم على الخطوات التي تحفظ وحدة واستقلال سورية من جميع القوى في المنطقة الشمالية الشرقية له الأثر والوقع الكبير في نزع حجج الدول التي تستغل هذا الواقع للتدخل في الشأن الداخلي السوري، والاستمرار بالتعويل على الخارج لتحقيق أوهام سياسية، لن يجد نفعاً ويفقد صاحبه فرصة المساهمة في حماية التراب والسيادة السورية ونيل شرف هذا الهدف الوطني.
لا شك أن مغادرة التشكيلات المسلحة غير القانونية لمدينة منبج، وبغض النظر عن الدوافع و المبررات التي ساقتها وهي تجنيب المدينة عدواناً تركياً يعد أمراً إيجابياً يجب الانطلاق منه لإعادة الأمن والاستقرار على كامل المنطقة الشمالية الشرقية، التي تحاول تركيا الاستمرار بالعبث فيها بحجة مكافحة الإرهاب كما فعلت في مدينة عفرين.
مع الأسف لا تزال واشنطن رغم إعلان الرئيس الأميركي ترامب سحب قواته المحتلة لمناطق في شرق سورية تحاول إغراء التشكيلات الكردية المسلحة على الاستمرار بالتعويل على الولايات المتحدة، و تصب دعوة عدد من عناصر إدارة ترامب لإبقاء السلاح الأميركي بيد هذه التشكيلات في سياق ذلك، وهدفه الوحيد التدخل في الشأن السوري وليس تحقيق أحلام الواهمين.
إن الدولة السورية ماضية في فرض سلطة القانون على كامل التراب السوري، و تفضل نهج المصالحة المحلية على الخيارات الأخرى، ومن تبقى لديه أية أوهام في ظل التطورات الجديدة فيجب عليه أن يفكر ملياً بعواقب تحكم أوهامه بسلوكه الوطني.
أحمد ضوا
التاريخ: الأحد 30-12-2018
رقم العدد : 16873

آخر الأخبار
أهالي درعا يستقبلون رئيس الجمهورية بالورود والترحيب السيد الرئيس أحمد الشرع يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك في قصر الشعب بدمشق بحضورٍ شعبيٍّ واسعٍ الرئيس الشرع يتبادل تهاني عيد الأضحى المبارك مع عدد من الأهالي والمسؤولين في قصر الشعب بدمشق 40 بالمئة نسبة تخزين سدود اللاذقية.. تراجع كبير في المخصص للري.. وبرك مائية إسعافية عيد الأضحى في سوريا.. لم شمل الروح بعد سنوات الحرمان الدفاع المدني السوري.. استجابة شاملة لسلامة الأهالي خلال العيد دمشق منفتحة على التعاون مع "الطاقة الذرية" والوكالة مستعدة لتعاون نووي سلمي حركة تسوق نشطة في أسواق السويداء وانخفاض بأسعار السلع معوقات تواجه الواقع التربوي والتعليمي في السلمية وريفها افتتاح مخبز الكرامة 2 باللاذقية بطاقة إنتاجية تصل لعشرة أطنان يومياً قوانين التغيير.. هل تعزز جودة الحياة بالرضا والاستقرار..؟ المنتجات منتهية الصلاحية تحت المجهر... والمطالبة برقابة صارمة على الواردات الصين تدخل الاستثمار الصناعي في سوريا عبر عدرا وحسياء منغصات تعكر فرحة الأطفال والأهل بالعيد تسويق 564 طن قمح في درعا أردوغان: ستنعم سوريا بالسلام الدائم بدعم من الدول الشقيقة تعزيز معرفة ومهارات ٤٠٠ جامعي بالأمن السيبراني ضيافة العيد خجولة.. تجاوزات تشهدها الأسواق.. وحلويات البسطات أكثر رأفة عيد الأضحى في فرنسا.. عيد النصر السوري قراءة حقوقية في التدخل الإسرائيلي في سوريا ما بعد الأسد ومسؤولية الحكومة الانتقالية