تحرير شرق الفرات على توقيت دمشق .. والجيش سيمزق المشاريع الاستعمارية والانفصالية.. أميركا تربت على كتف حلفائها.. وانسحابها يخيب آمال شركاء الإرهاب!!
يأتي قرار الانسحاب الاميركي من الاراضي السورية ليزيد من صخب الاحداث الحاصلة امتدادا من الشمال الى الريف الشرقي للفرات، فبينما يجول مسؤولو البيت الأبيض على حلفاء واشنطن، لترتيب ما سمته «انسحاب منسق بدقة» للقوات الاميركية المحتلة من سورية، تتسارع مجريات الصراع الارهابي الداخلي في أرياف حلب وإدلب وحماة، الذي يعكس نوعاً من خلافات اوسع وأشمل تتعلق بشروخ كبيرة قد أصابت الدول الداعمة للتنظيمات الارهابية. ويزيد في مقابل ذلك تصميم الجيش العربي السوري على قرار عودته إلى شرق الفرات بشكل قطعي حيث أنه قرار استراتيجي حاله كحال أي منطقة قد حررها من رجس الارهاب الاخواني الوهابي ومشغليه.
قرار يبدو أنه فعل فعلته مع العديد من الدول العربية والدولية التي قد تعيد زحفها نحو الحضن السوري بعد أن أيقنت صوابية القرار السوري في كل ما جرى وما يجري خلال سنوات الخريف العربي المشؤوم.
أما نظام أردوغان الذي يراهن على تنظيماته الارهابية في المنطقة نراه يسارع لحشد فصائل «الجيش الوطني» الارهابية العاملة تحت إمرته في محيط مدينة منبج، لتعيد رسم خرائط النفوذ بين «تحرير الشام» و»الجبهة الوطنية» بالنار، بعد جولات سابقة مماثلة بين الطرفين وإن بأسماء مختلفة تخللها صراع على «الإدارات المدنية»، أدارته في معظمه أنقرة.
تسعى لإدارة الصراع وفق أجنداتها حيث لم تغب عن المعارك الحالية، وإن استترت، إذ نأت فصائل ما يسمى «الجيش الوطني» الارهابية في ريف حلب الشمالي بنفسها عن الصراع، رغم انتقال بعض عناصرها فردياً للمشاركة إلى جانب «الجبهة الوطنية» الإرهابية.
وكان لافتاً خلال الأيام القليلة الماضية غياب أي تصريحات رسمية تركية في شأن تطورات هذا النزاع، إلى جانب تهميش أخباره في وسائل الإعلام التركية الرسمية، والمقربة من السلطات.
وينتظر أن تستقبل أنقرة مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جون بولتون، بصحبة الممثل الخاص لوزير الخارجية الأميركية جايمس جيفري ورئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة جوزف دانفورد، بعد زيارة بولتون للكيان الصهيوني في إطار المحاولات الاميركية للتخفيف من حدة الانتقادات الموجهة لها من قبل حلفائها على خلفية الانسحاب إضافة لما تسميه تنسيق الخطوات المستقبلية مع الحلفاء لما بعد الانسحاب.
وسيكون هذا الحراك الأميركي الأول في نوعه ومستواه بعد قرار البيت الأبيض سحب قواته المحتلة من سورية.
من جهة أخرى تمكنت ما تسمى «هيئة تحرير الشام» الارهابية من إنهاء سيطرة «حركة نور الدين الزنكي» على أبرز معاقلها السابقة في ريف حلب الغربي، وخسرت في المقابل بعض النقاط الأقل أهمية في ريف إدلب الجنوبي، في حين أكدت معلومات بأن حركة «نور الدين الزنكي» الارهابية حلت نفسها ومسلحيها يهربون إلى عفرين والأراضي التركية.
الى ذلك تواصل بعض الاطراف الكردية التوجيه بضرورة العمل سريعاً مع دمشق للحيلولة دون العدوان التركي والوقوف على إعادة الامور الى نصابها، فقد صرح القيادي فيما يسمى «قوات سورية الديمقراطية» ريدور خليل بأنه لا مفر من التوصل إلى حل مع دمشق بشأن المناطق الخاضعة لسيطرة «الوحدات».
وقال خليل في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»: «لا مفر من التوصل إلى حل مع الدولة السورية لأن مناطقها هي جزء من سورية.
وفي مشهد مشابه تسارع الدول الى إعادة العلاقات مع سورية على كافة المستويات وبمختلف الاصعدة، بعد أن ادركت صوابية الرؤية السورية وفي ظل تمكن الجيش العربي السوري من اسقاط كافة مخططات الغرب الاستعمارية وفضح مضامينها.
ميدانياً نفذت وحدات من الجيش العربي السوري عمليات على محاور تحرك وتسلل المجموعات الارهابية في وادي الدورات ومحوري اللطامنة وحصرايا باتجاه المناطق الآمنة والنقاط، كما واصلت الجهات المختصة تمشيط المناطق المطهرة من الإرهاب في درعا وعثرت على مستودع بين بلدتي أم المياذن وصيدا بالريف الشرقي يحوي كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة من مخلفات الإرهابيين بينها إسرائيلي وأمريكي الصنع.
بالمقابل استهدف إرهابيو «جبهة النصرة» الأحياء السكنية شمال غربي حلب بعدد من الصواريخ والذي يعتبر خرقاً للاتفاق حول ادلب.
كما استهدف إرهابيو «النصرة» أيضاً أطراف حي جمعية الزهراء بعدة قذائف صاروخية وذلك في محيط السوق المحلية على أطراف حي شارع النيل.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الأحد 6-1-2019
الرقم: 16877