تستمر الولايات المتحدة الأميركية بسياستها المراوغة في سورية، وترفع منسوب أكاذيبها إلى أعلى مستوياتها، مع المضي قدماً في جرائمها ومجازرها بحق المدنيين السوريين بحجة قصف داعش المتطرف ومحاربة الإرهاب المزعوم.
فبعد أن أعلن رئيسها ترامب عن قرار انسحاب قواته من سورية عاد ليراوغ هو وطاقم إدارته مرة عبر الحديث عن تأجيل الانسحاب لأربعة أشهر، ومرة عبر تسويق ما مفاده أن واشنطن لن تتخلى عن حلفائها كقسد وغيرها.
ومرة ثالثة عبر التسويف والمماطلة بكل شيء علَّها تكسب بالوقت الضائع ما خسرته في الميادين بعد انتصارات الجيش العربي السوري في الميادين ونجاحات الدولة السورية على الصعيدين السياسي والدبلوماسي.
وكي يطمئن حلفاء واشنطن وأدواتها ومرتزقتها لذلك أوفدت الأخيرة مستشار الأمن القومي جون بولتون إلى الكيان الإسرائيلي لتهدئة مخاوف حكامه من قرار الانسحاب المذكور، والتأكيد لهم أن أميركا لن تتخلى عن حماية أمن كيانهم مهما كانت الظروف فضلاً عن تأييدها للاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سورية.
أما محاولة بولتون طمأنة أدواته كقسد وغيرها بأن واشنطن لن تتخلى عنهم فستذهب سريعاً إلى أدراج النسيان مع إدراك الجميع لحقيقة تخلي الولايات المتحدة الأميركية تاريخياً عن أدواتها العميلة التي تستخدمها لتحقيق أجنداتها المشبوهة والاستعمارية ثم تضحّي بها كما فعلت مع القاعدة في أفغانستان وغيرها الكثير من الأدوات في العالم.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 9-1-2019
رقم العدد : 16880