ينشط الاعلاميون والمحللون.. الخطرون منهم على وجه الانتشار الأوسع.. ومصدر خطورتهم من مصادر معلوماتهم.. ينشطون في الشرح والتفصيل والزيادة والاستزادة.. عن خطة جاء بها وزير خارجية الولايات المتحدة و مستشار الأمن القومي فيها.. لتقسيم سورية.. ينشطان بين مجموعة دول عربية وتركيا واسرائيل.. وجميعهم يتخذ من سورية موقع وموقف الشامت.. إن لم يكن الخصم المعادي.
حتمية وصول العالم إلى ما تريده الولايات المتحدة وبالتالي اسرائيل.. لا تناقش.. الكل يستسلم ويسلم ويشيع أن الأمور ستكون كما تريدها أميركا.. أميركا بذاتها ليست ضمن هذا الكل..!! لأنها أعلم الناس بما واجهته خلال تاريخها القديم والحديث والمعاصر من خيبات.
أميركا دولة عظمى بالتأكيد، وبالتأكيد عدوانية.. تحاول دائماً فرض شروطها وسياساتها على شعوب العالم ودوله.. ولا مناص لقضية ما خلال مسارها من أن تحسب حساب ما تريده الولايات المتحدة.. سلماً أو حرباً.. لكن من التعمية والتعميم غير الدقيق أن نقول إن العالم محكوم حتماً وكلياً بما تريده أميركا. هذه القدرية المفترضة ترفضها سيرورة الحياة والأحداث والموقف التي عرفها العالم في مسيرته.
ثم إن اظهار هذا الاهتمام والنشاط وطبيعة ممارسيه ، يقنعان تماماً أن ثمة مؤامرة.. لكن السؤال:
متى لم يكن هناك مؤامرة.. ؟! فهل كتب لمؤامراتهم النجاح… ؟!
ولننتبه إلى القاعدة التي تتحرك منها الولايات المتحدة و من معها.. هنا في سورية بالذات.. هل هي قاعدة الانتصار التي تفترض وصولهم إلى ما يريدون ؟
إذاً.. ما حاجتهم لرسم مؤامرة جديدة.. ؟! هل غاب تقسيم سورية عن مؤامرتهم الدائمة منذ كانت سورية.. ؟!
لننتبه إلى حديثهم في تحليلاتهم الفريدة التي تتداولها اجهزة الاعلام ، إنهم يتحدثون و يشرحون و يبينون ما يريدونه على الخرائط.. في ظل قناعة لهم.. أن لا وجود لسورية.. سورية الدولة الحكومة و النظام… و لا وجود لحلفائها.. روسيا ايران قوى المقاومة.. إلخ.. وبالتالي الأمور ستمضي كما رسموا ويشاؤون ؟! علماً أن هؤلاء الذين لا حساب لمواقفهم.. هم حتى الآن المنتصرون.. ولن يسكتوا بالتأكيد على المؤامرة المعلنة لأنهم بذلك يبيعون كل ما قدموه وانتصروا فيه بلا ثمن.. وهم جديرون ، بالحسابات الدقيقة ، وقادرون على افشال المؤمرة وإن تطلب الأمر مواقف عسكرية..
أكيد ثمة ما يخيف.. لكنه كان دائماً موجوداً.. وهي محاولة لتغيير مسار ومجريات الأمور غير خفية على أحد ولاسيما سورية وحلفاؤها.. ما يخيف فعلياً في كل ما يجري هو الغدر التركي.. ؟؟!!
فهل آن الأوان لإعادة قراءة مستوى التنسيق معهم.. ؟!
أسعد عبود
As.abboud@gmail.com
التاريخ: الأربعاء 9-1-2019
رقم العدد : 16880