لا تزال أزمة ما يسمى الأمن القومي على الحدود الجنوبية وإغلاق الحكومي تشل المؤسسات الأميركية، وذلك بسبب الخلاف على بناء الجدار الفاصل مع المكسيك، ولاسيما بعد أن اضطر نحو ربع مؤسسات الدولة في الولايات المتحدة إلى التوقف عن العمل نتيجة فشل النواب الديمقراطيين في الكونغرس والرئيس في التوصل إلى اتفاق بشأن إدراج أموال إضافية وقدرها 5,6 مليارات دولار لتمويل بناء الجدار المذكور في الميزانية المؤقتة للحكومة، وهو ما يطالب به دونالد ترامب.
فقد أعلن البيت الأبيض أن ترامب سيتوجه غداً الخميس للحدود الجنوبية، للقاء العاملين في الخطوط الأمامية، وأشارت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية سارة ساندرز إلى أن تفاصيل الرحلة لم يعلن عنها.
في هذه الأثناء قالت مصادر إعلامية أميركية إن ترامب يصر على أنه يمتلك الحق في اتخاذ قرار بإعلان حالة الطوارئ في البلاد، وأضافت أن مايك بنس، نائب الرئيس الأميركي أخبر الصحفيين في البيت الأبيض أن مستشاري ترامب يبحثون ما إذا كان ترامب يمكنه إعلان حالة الطوارئ لبناء جدار المكسيك أم لا، وأوضح أن ترامب يصر على أنه يستطيع فعل ذلك.
ولفتت المصادر إلى أن وزيرة الداخلية الأميركية كريستين نيلسن، زعمت أن هناك إرهابيين تسللوا إلى داخل أميركا عبر الحدود الجنوبية للبلاد، لكنها رفضت الحديث عن عددهم أو أي تفاصيل أخرى، معتبرة أنها معلومات سرية.
هذا ويمثل الديمقراطيون أغلبية في مجلس النواب الأميركي، بعد انتخابات التجديد النصفي، التي أجريت في تشرين الثاني الجاري، بينما يحتفظ الجمهوريون بأغلبية محدودة داخل مجلس الشيوخ، حيث يرفض الديمقراطيون الموافقة على الميزانية الفيدرالية، وهو ما تسبب في الإغلاق الجزئي للحكومة، نتج عنه توقف عدة مؤسسات فيدرالية عن العمل، وعدم صرف مئات الآلاف من الموظفين، في وقت كان ترامب هدد بإعلان حالة طوارئ لتجنب موافقة الكونغرس على بناء الجدار العازل.
من جانب آخر جدد ترامب انتقاده سياسة المجلس الاحتياطي الاتحادي البنك المركزي الامريكي ورئيسه جيروم باول في تأكيد للأنباء التي تحدثت عن محاولته إقالة الأخير.
وكان باول أعلن الجمعة الماضي رفضه تقديم استقالته حتى لو طلب منه ترامب ذلك.
وقال ترامب في تغريدة نشرها على موقعه على تويتر أمس انه يحن لأسعار الفائدة المنخفضة التي وضعها مجلس الاحتياطي الاتحادي خلال فترة الركود من عام 2007 إلى عام 2009 متسائلا هل يمكنك أن تتخيل اذا كانت لدي أسعار فائدة صفرية لأجل طويل أتعامل بها مثل الادارة السابقة بدلا من الفائدة التي يجري رفعها بسرعة لدينا اليوم سيكون ذلك سهلاً للغاية .
وكان ترامب انتقد مرارا بطريقة شديدة وعلنية مجلس الاحتياطي الاتحادي وباول شخصياً في الأشهر الأخيرة من العام الماضي متهما إياه بإلحاق الضرر بالاقتصاد عبر زيادة أسعار الفائدة.
واشارت رويترز نقلاً عن خبراء قانون في الولايات المتحدة إلى ان من غير الواضح ما اذا كان ترامب يستطيع أن يقيل باول بالفعل.
وكانت وسائل اعلام كشفت في وقت سابق الشهر الماضي عن تحرك ترامب نحو اصدار قرار بإقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي عبر التباحث مع مستشاريه حول قانونية مثل هذا الاجراء الذي قد يحدث هزة في أسواق المال العالمية وذلك في خطوة وصفها بعض المراقبين بأنها انتقام لعدم تنفيذ أوامره.
وتشهد ادارة الرئيس ترامب خلافات كبيرة تعصف بأركانها حول كيفية التعامل مع القضايا الداخلية والسياسة الخارجية وطريقة التعاطي مع الازمات الداخلية والدولية الأمر الذي تسبب في إقالات واستقالات عديدة من هذه الادارة وتسجيلها رقما قياسيا بهذا الصدد.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 9-1-2019
رقم العدد : 16880