أن تبحث عن طعام الرضيع ولا تجده، عندها فقط ستعرف حجم المشكلة لأن من يعيش المشكلة ليس كمن يسمع بها!
أن تمشي على قدميك في هذا البرد لتسأل عن حليب لطفلك وأنت تعرف الجواب مسبقاً ولكن تتعلق بالأمل أو تراهن على بقية ضمير عند بعض الصيادلة الذين تلاعبوا بالمواد الأكثر احتياجاً وغيابها هو الأكثر خطورة..
لن نتهم الصيادلة ظلماً بل أن الواقع يقول أن الكثير من الصيدليات لجأت إلى احتكار عبوات الحليب بانتظار ارتفاع أسعارها وهناك صيدليات ومستودعات أخرى عمدت إلى اخفاء المنتجات الأكثر مبيعاً بحجة انقطاعها من أجل بيع المنتجات الأخرى ذات الطلب الأقل، إضافة إلى الاحتكار من قبل مستودعات توزيع الحليب…
وكالعادة فالمسرحية ذاتها تتكرر في كل مرة ينقطع الحليب من السوق، ومن ثم يخضع الأهل للأمر الواقع فلا حاجة أهم من تأمين الطعام للرضع…
ما حصل أن الكثير من العائلات لجأت إلى الاعتماد على حليب (الأبقار) لإطعام أطفالها، بالرغم من أن معظم الأطباء والدراسات الصحية تؤكد أنه غير آمن قبل أن يبلغ الطفل السنة الأولى من العمر على الأقل، و اضطرت عائلات أخرى إلى إدخال الغذاء للرضيع في عمر صغير جداً، علماً أن ذلك يمكن أن يتسبب له بإنتانات وهذا بديل خطير في هذا العمر؟
ومع هذا الغلاء المتوحش الذي لا يتناسب مع الأجور يأتي حليب الأطفال ليشكل عبئاً وهماً على كاهل الأسرة المثقلة بالهموم، وبمعدل وسطي يحتاج الطفل الذي يعتمد على الحليب الصناعي إلى ما يقارب (8) علب شهرياً بحوالي (35000) ألف ليرة سورية حسب وسطي تسعيرات السوق الرائجة أي ما يفوق راتب موظف درجة أولى ..
المعمل الوحيد في سورية لانتاج حليب الأطفال كان معمل (نستلة) في خان الشيح بريف دمشق والذي تعرض لهجمات إرهابية دمرته وأخرجته من دائرة الإنتاج..
نعود إلى مسألة الأولويات والاحتكار إذ يجب ألا يسمح بأي حال من الأحوال للصيادلة والتجار باحتكار هذه المادة المتصلة بحياة الأكثر أهمية وضعفاً وهم الأطفال ..
أروقة محلية
رسام محمد
التاريخ: الاحد 13-1-2019
رقم العدد : 16883
