يأخذنا التفكير والتأمل في أولويات الحكومة بتأمين متطلبات المواطن الذي صمد وتحمّل سنوات الحرب الملعونة، والسعي إلى تحسين وضعه المعيشي، وأن تقدم له بعضاً من التسهيلات ودعم دخله بما يتناسب مع مسؤولياته.
حال المواطن اليوم الذي تحمّل وعانى خلال ثماني سنوات من الحرب، التي صمد خلالها وآثرها على حلاوة السفر ومغرياته كما فعل الكثيرون، تؤكد أنه تشبث بأرض الوطن وبقي فيه كي لا يعيش غريباً منفياً يمنّي نفسه بأن بلاده عزيزة وستعود قوية.
المواطن تحمّل الكثير في السنوات العجاف من الحرب، وها هي ستنقضي ولكن ما حاله اليوم؟ اليوم نجده يعاني ويلات ما بعدها.. فإذا بحثنا في جانب إنساني واحد وأقله أن يشعر بالدفء مع هذا الطقس القارس يجد مخصصاته من مادة المازوت 200 ليتر، وهي من حيث المبدأ تكلفتها تعادل تقريباً دخله الشهري ولن تكفيه لتغطي فترة بسيطة من أشهر الشتاء، والحصول على أسطوانة الغاز ليس بأفضل حال، والكهرباء حدث ولا حرج.
حتى أن هناك الكثير من القضايا والالتزامات الحياتية ومتطلباتها والاحتياجات المدرسية والجامعية لأرباب الأسر، والظروف المتعلقة بالصحة والحالات الطارئة، قد تصيب أي عائلة ما يدفعها للكثير من الالتزامات التي تفوق قدراتها.
اليوم أحوج ما يكون المواطن في تعزيز متطلبات صموده والتي هي بعهدة الحكومة وأن تضع في سلم أولوياتها العديد من الخطوات والإجراءات، وضرورة اعتماد آليات جذرية لتحسين الوضع المعيشي، وزيادة الرواتب، ولا سيما قد كان لهذا الكلام وقع خاص على مسامع الجميع، إلى جانب أن ثمة معطيات طفت على سطح تحسن الموارد والإنتاج، لكنها لم تنعكس لا على تحسين الوضع المعيشي، ولا على زيادة الرواتب، ليس إلا !!.
عادل عبد الله
التاريخ: الثلاثاء 15-1-2019
رقم العدد : 16885