باتت دور السينما المشيّدة خلال الحقبة السوفييتية مهددة بالهدم، ليختفي معها إرث معماري ثمين، بعدما شكّلت محور الحياة الاجتماعية في ضواحي موسكو العمالية على مدى عقود.
وتحمل هذه الدور أسماء أنهار أو أحجار كريمة أو مدن «دول شقيقة» سابقة، وبنيت بغالبيتها في الستينيات والسبعينيات وهي فترة شهدت فيها السينما السوفييتية ازدهارا.
وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي استمر سكان موسكو بالتوجه إلى هذه القاعات، تجذبهم إليها أسعارها المتدنية، إلا أنها راحت تتداعى في غالبيتها.
ومن المقرر أن تخضع 40 من هذه الدور للتحديث أو للهدم، بهدف إحياء الضواحي الكئيبة مع صفوف أبراج المساكن اللامتناهية والوحول، التي تحتل مساحاتها الخضراء مع انتهاء الصيف.
واشترت مجموعة «إيه دي جي جروب» 39 دار سينما من الدولة، وتنوي تحويلها إلى «مراكز اجتماعية» تضم صالات سينما ومتاجر ومقاهي.
ويفيد بأن 10 ملايين شخص يعيشون في الحلقة التي يشكلها طريقان سريعان التفافيان، إذ تقع قاعات السينما هذه، ومن أصل 39 صالة سترمم 3 فقط أما البقية فستهدم أو تحدث بالكامل.
ومن بين الدور التي يحافظ عليها قاعة «رودينا» (الوطن الأم) العائدة إلى العام 1938، وهي مبنى ستاليني الطراز مع أعمدة ضخمة ومزين بقطع فسيفساء.
أما المباني الأخرى فهي مشيدة على طراز العمارة القاسية، وهي نوع من الهندسة المعمارية الوظيفية التي تتميز بكتل ضخمة من الإسمنت المسلح انتشرت في الاتحاد السوفييتي في النصف الثاني من القرن العشرين.
ومن بين هذه الدور «الماز» (الماس) وهي قاعة عائدة إلى العام 1964، مطلية بالأزرق اللازوردي وتقع في حي شابولوفكا جنوب موسكو.
أما في شمال شرق موسكو تشكل قاعة «باكو» التي سيعاد بناؤها أيضا، مركزا ثقافيا للجالية الأذربيجانية منذ العهد السوفييتي.
وشيدت هذه الدور في عهد ليونيد بريجنيف بغالبيتها، وشكلت مرحلة ازدهار للسينما السوفييتية، صُوّرت خلالها أعمال كوميدية ودرامية لاقت شعبية كبيرة واستحالت مراجع حتى الآن.
التاريخ: الأربعاء 16-1-2019
رقم العدد : 16886