منذ تورطها بأزمات المنطقة والعالم خسرت الولايات المتحدة الأميركية الكثير من مصالحها، وفقدت خلال فترة حكم ترامب تحديداً مركزها كلاعب أول على الساحة الدولية، وجزء من هذا التوصيف وتحديداً (خسارة أميركا لمركزها) ليس من بنات أفكارنا بل هو اعتراف من قبل الأميركيين أنفسهم.
لا بل إن مندوب أميركا السابق لدى الناتو إيفو دالدر يذهب إلى أبعد من ذلك ويقول إن بلاده لن تتمكن من حصاد شيء بعد اليوم وإنه بات من الصعب استعادة مركزها المفقود، لكن السؤال الذي يلقي بظلاله على هذا التوصيف هو: ما أسباب تلك الخسارة؟.
بالتأكيد هناك أسباب عديدة لكن أبرزها وأوضحها هو دعم الولايات المتحدة للإرهاب في منطقتنا والعالم، وذهابها إلى أبعد من ذلك حين أسست التنظيمات المتطرفة وظنت أنها ستحقق أجنداتها في منطقتنا بوساطتها بعد أن تنشر الفوضى الهدامة وتقسم دولها على أسس طائفية وعرقية وقومية.
لكن هذه السياسة الفاشلة ارتدت على المصالح الأميركية بشكل عكسي، وفقدت واشنطن دورها وهيبتها بعد أن غاصت في مستنقعات كثيرة وخسرت مواقعها، وارتدت هذه السياسات أيضاً على حليفها الكيان الإسرائيلي الذي توهم تفكيك المنطقة ودولها وانهيار جيوشها الوطنية وإذ به الخاسر الأكبر بكل مخططاته وعدوانه على سورية.
ولا ننسى أن هذا الدور التخريبي الهدام في رعاية التنظيمات المتطرفة وتسهيل حركة تنقلها وتسللها إلى سورية والمنطقة كالقاعدة وداعش والنصرة وتفريخاتها مما تسمى التنظيمات المعتدلة قد انعكس على الغرب برمته حين أصيب بداء عودة المتطرفين إليه وحدوث جرائم كثير هزت المجتمع الغربي، ولذلك فإن توصيف الأميركيين للحالة ليس جديداً أو استثنائياً بل هو قراءة موضوعية لكل ما جرى.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 16-1-2019
رقم العدد : 16886