أيا وطني الممتدُّ من أعماقي، إلى أبديةِ أشواقي. لن أحتفي بأعيادك، إلا بحرفي وأبعادك.. بعدٌ منكَ إليك، يدوخُ بمعانيكْ.. آخرَ إلى قلبك، تنبضُ به دمشقك.. بعدٌ يرسمني أنت، فإنّي فيه صرت.. سرٌّ من الأسرار، يفشيهِ الاخضرار.. اخضرارُ العشقِ وفوحه، انتشى فكان بوحه:
أيا الممتدُّ في فضائي، بياسمينكَ إمضائي.. أشعرُ بهِ سُكنتْ، وكأني هوَ وعصفتْ.. لحظةٌ أنزفُ فأتبدَّد، وأخرى أعود لأتجدَّد.. يلفحُني هذا الجنون، في عالمٍ مفتون.. بالموتِ ويسعى لإقصائكَ، عني فأُلوذُ بكبريائك.. أعتَّقُ فيكَ حياة، تثملْ بيَّ الكلمات:
أيا الممتدُّ في عيوني، سأحتفي بكَ وفنوني.. تنظركَ نور مداها، وعناقُ هوىً يهواها.. توقدكَ حباً لا ينامْ، إلا في صحوِ الغرامْ.. تُصلِّيكَ وسوريتي، فيكَ هي آيتي.. أرتِّلها بوجيبٍ دامعْ، وبصوتِ الحقِّ الساطع:
شهيدكَ عيدُك، ودمهُ يسري بوريدك.. روحهُ أنتَ فقدِّسها، وبشموخِ أناكَ تنفَّسها.. بوردِها كلَّلتكْ، وبعطرها باركتكْ.. هنيئاً لقلبكَ بها، وبطيبِ بخورها.. هو الدليلُ إليك، يطوفُ بكَ وفيك.. حنينُ الفقدِ، وبُعدُ البُعد.. دموعُ الأمِّ، وألمُ الألمِ.. شموعُ السلام، ومسكُ الكلام:
أيا الشاهدُ وشهيدك، هو الريحان في عيدك.. هو هواكَ فتنسّم، شذاهُ وبهِ تيمَّمْ.. لتكنْ قبلتكَ ترابه، ففيهِ يرقد شبابه.. سبِّح بدمهِ وارحمه، فقد اختاركَ مرقده.. اختاركَ أرضٌ قدْ نامتْ، فيها أرواحٌ ماخانتْ.
أيا المتَّقد في أحشائي، احرق أعداؤك-أعدائي.. احرقهم إنَّ ماضيك، لا يعنيهم يعنيكْ.. يعنيكَ يا العريق، أصالةً ويليق.. يليقُ بكَ النعيم، أيا الحبّ العظيم.
هفاف ميهوب
التاريخ: الخميس 17-1-2019
رقم العدد : 16887
السابق